في خطوة خبيثة، يسعى النظام العسكري الجزائري إلى فتح الرساميل الجزائرية والاستثمار في مدينة مليلية المحتلة، مُبدياً استعداده لإخراج المدينة من أزمتها الاقتصادية، وذلك عبر تنفيذ مشروع الخط البحري بين مليلية وميناء الغزوات في تلمسان بغية تمكين الجزائريين من دخول المدينة دون تأشيرة.
واستغلت الجزائر توتر العلاقات المغربية الإسبانية، بعد أن بدّد المغرب آمال الإسبان بتشبثه بقرار إغلاق المعابر الحدودية التجارية المحاذية لجيبي سبتة ومليلية، ومنع أنشطة التهريب المعيشي الذي يمثل مصدر عيش عدد من سكان الشمال.
وذكرت مصادر إعلامية جزائرية، أنّ الحكومة الإسبانية تعكف، أخيراً، على فتح خط بحري للمسافرين والبضائع بين ميناء مليلية وميناء الغزوات الجزائري في ولاية تلمسان، بسبب الأثر الاقتصادي الإيجابي لهذا المشروع على المدينة.
ورفع النائب الإسباني عن الحزب الشعبي إيميليو غويرا وهو كذلك نائب رئيس الشركة العامة “بويكتو مليلية” في المدينة المحتلة، تقريرا إلى الحكومة الإسبانية في مدريد، لأجل الانتقال بالسرعة القصوى لتنفيذ مشروع الخط البحري بين المدينة وميناء الغزوات في تلمسان أقصى الحدود الغربية الجزائرية.
ولا تزال هيئة الموانئ الاسبانية ترافع لأجل إنجاح هذا الخط البحري الذي يربط ميناء مليلية وميناء الغزوات، خارج فضاء شنغهن المنطقة الحرة غير الخاضعة للمراقبة الحدودية، حيث لا يكون المسافر الجزائري بحاجة لتقديم طلب للحصول على تأشيرة لدخول مدينة مليلية المحتلة.
وفي هذا الصدد، قالت صحيفة “إيل فارو دي ميليلية” التي تدعم هي الأخرى هذا المشروع، إنّ الحزب الشعبي، رافع كثيرا لإحالة الملف من طاولة المفاوضات إلى ترخيص رسمي وتجسيده ميدانيا، وذلك بعد إبداء وزارتي الداخلية والخارجية الإسبانيتين في شهر فبراير الماضي، موافقتهما على الخط البحري الجديد، نظراً للتأثير الكبير الذي سيكون للأمر على اقتصاد مدينة مليلية.
وأوضحت الصحيفة ذاتها، أنّ الحكومة المركزية في مدريد تسعى إلى تنويع اقتصاد سبتة ومليلية، خصوصا الأخيرة، كما أكد النائب الإسباني حسبما أوردته الصحيفة الإسبانية في مليلية، إن المشروع قديم وتعود فكرته إلى عام 2012، مرجعا سبب عدم تنفيذه إلى أوساط سياسية معارضة، مضيفا أن الكل في مليلية ينظرون لهذا المشروع بشكل إيجابي، رغم بقائه مطروحا على الورق منذ 9 سنوات.
واعتبر الحزب الشعبي الإسباني، أن الوقت بات متاحا لتنفيذ المشروع الحيوي في ظل موافقة معظم الوزارات السيادية في إسبانيا لإحالة الربط البحري بين الغزوات ومليلية إلى واقع.
وضاعفت الأحزاب في مليلية مثل “الحزب الشعبي”، و”بوديموس” ذو التوجه اليساري الذي يملك حقائب وزارية في الحكومة الإسبانية، “الحزب الجمهوري” والتنسيقية الديمقراطية في مليلية، تحركاتها اتجاه تجسيد هذا الربط البحري بين مليلية والغزوات.
وتسعى الأحزاب سالفة الذكر، إلى تطوير العلاقات الاقتصادية بين الطرفين، وتسهيل دخول السياح الجزائريين بدون تأشيرة إلى المدينة المحتلة، حيث تجندت وسائل إعلام إسبانية محلية نظير “إيل بيريوديكو”، “مليلية هوي” و”لاراثون”، لصالح إطلاق هذا الخط البحري المباشر مع الجزائر من مليلية.
وتكشف هذه الخطوة الاستفزازية، الانكسارات الجزائرية ومعها الإسبانية، على وقع النجاحات الدبلوماسية الكبيرة التي حققها المغرب في نزاعه مع جبهة “البوليساريو”، واعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على صحرائه.
تعليقات الزوار ( 0 )