Share
  • Link copied

النازحون من جنوب لبنان يعودون فور سريان وقف النار.. وأرتال السيارات تملأ الطرق نحو المناطق المتضررة

لم يكد اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان يدخل حيّز التنفيذ عند الساعة الرابعة فجر الأربعاء حتى حزم عشرات الآلاف من النازحين من الجنوب والضاحية والبقاع حقائبهم وبدأوا رحلة العودة إلى مناطقهم لتفقد بيوتهم وقراهم.

وشهد الاوتوستراد الساحلي من بيروت إلى خلدة وصولاً إلى صيدا زحمة سير خانقة للسيارات، وسُمع إطلاق نار كثيف في أرجاء الضاحية ابتهاجاً بما وصفوه بـ”النصر”. وتولى مناصرون لـ”حزب الله” و”حركة أمل” توزيع أعلام الحزب والحركة على العابرين، إضافة إلى توزيع الحلوى، فيما تم نحر الخراف في بلدة تمنين في البقاع احتفالاً بوقف إطلاق النار والعودة إلى البلدة.

في هذه الأثناء، دعت قيادة الجيش المواطنين إلى التريث في العودة إلى قراهم الأمامية التي توغلت فيها قوات العدو الإسرائيلي في انتظار انسحابها وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار.

وجاء في بيان لقيادة الجيش مديرية التوجيه ما يلي “مع دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، يعمل الجيش على اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستكمال الانتشار في الجنوب وفق تكليف الحكومة اللبنانية، وتنفيذ مهماته بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل ضمن إطار القرار 1701. في هذا السياق، تدعو قيادة الجيش المواطنين إلى التريث في العودة إلى القرى والبلدات الأمامية التي توغّلت فيها قوات العدو الإسرائيلي بانتظار انسحابها وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، وتشدد على أهمية الالتزام بتوجيهات الوحدات العسكرية المنتشرة في المنطقة حفاظًا على سلامتهم. كما تدعو الأهالي العائدين إلى سائر المناطق لتوخي الحيطة والحذر من الذخائر غير المنفجرة والأجسام المشبوهة من مخلفات العدو الإسرائيلي، والاتصال بغرفة عمليات قيادة الجيش على الرقم 117 للإفادة عنها، أو إبلاغ أقرب مركز للجيش أو للقوى الأمنية الأخرى”.

وفيما وصل بعض المواطنين إلى الخيام وكفركلا ونقلوا مشاهد الدمار، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية “أن عناصر من حزب الله وصلوا إلى قرية كفركلا قرب الحدود مع المطلة، وعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى إطلاق أعيرة تحذيرية وأبعدهم”.

وأفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن “ثماني مركبات تابعة لحزب الله، ودراجة نارية، وصلت إلى قرية كفركلا، حيث المباني المهدمة، وأطلق الجيش الاسرائيلي طلقات تحذيرية لإبعادهم”، مشيرة إلى أنه “لم يتغيّر شيء منذ السابع من أكتوبر”.

وقال الجيش الإسرائيلي: “أطلقنا النار على مركبات في لبنان مع مشتبه بهم في منطقة محظورة”.

من ناحيته، كتب المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة “إكس”: “خلال الساعة الأخيرة رصدت قوات جيش الدفاع عدة مركبات داخل الأراضي اللبنانية تقل مشتبهاً فيهم داخل منطقة محظورة على الحركة حيث أطلقت القوات النار لمنع وصولهم إلى المنطقة، مما أجبرهم على الابتعاد”. وأضاف: “الجيش سيتحرك ضد كل من يحاول خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ولن يسمح المساس بأمن مواطني دولة إسرائيل”.

أما الوكالة الوطنية للإعلام فأوردت أن بلدتي كفركلا والخيام تعرضتا إلى قصف مدفعي. كذلك عبرت ثلاث دبابات ميركافا بوابة فاطمة عند الجدار الفاصل في بلدة كفركلا متجهة نحو منطقة تل النحاس.

في غضون ذلك، ترأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء في السرايا شارك فيها 17 وزيراً من أصل 24 بينهم وزيران من التيار الوطني الحر هما وزير الدفاع موريس سليم ووزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار وقائد الجيش العماد جوزف عون الذي عرض خطة انتشار الجيش في الجنوب، ولفت إلى “أن عدد شهداء الجيش جراء العدوان الإسرائيلي بلغ 46 شهيداً”.

وفي بداية الجلسة، نوّه ميقاتي بالتضامن الوطني الذي تجلّى خلال الحرب، ثم وزع نسخة من تفاهم وقف إطلاق النار على الوزراء باللغة الإنكليزية كما تلقاها. وطلب من قائد الجيش عرض الخطة لاستكمال انتشار الجيش اللبناني في الجنوب مشدداً على عبارة “استكمال” وليس “بدء”.

وقبيل الجلسة، قال وزير الدفاع “الجيش سينتشر في الجنوب وسيتم تطويع 1500 شاب”، نافياً وجود خلاف بينه وبين قائد الجيش باستثناء الأمور التي تخرج عن الدستور وعدا ذلك نحن واحد لصون البلد”.

وعن الحديث عن حرية التحرك الإسرائيلي في لبنان، قال: “الاتفاق بما نُشر عنه في الـ13 بندًا لا ينص على هذا الموضوع، ونحن لن نقبل به وما هو منصوص في الاتفاق هو حق الدفاع عن النفس”.

وأضاف “ما يهمنا من اتفاق وقف إطلاق النار ألا يمس بالسيادة الوطنية وأن يحفظ أمن شعبنا والجيش سيقوم بكل ما يلزم لتطبيق الخطة”.

أما وزير الشؤون الاجتماعية فقال: “الوزارة شاركت بكل أعمال الإغاثة والإيواء وتقديم المساعدات، وأنا أشارك في جلسة القرار لصناعة القرار في لحظة دقيقة لها علاقة بكيفية العودة وتأمين إيواء الناس خصوصًا في المناطق المدمرة”.

من جهته، قال وزير العمل مصطفى بيرم التابع لحزب الله “إن حق الدفاع عن النفس مشروع للبنان ولإسرائيل وإذا تحرك نتنياهو فنحن سنرد والمقاومة هي ردة فعل على الاحتلال”.

(القدس العربي)

Share
  • Link copied
المقال التالي