بدأ مستشارو دونالد ترامب، الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية، والمرشح الحالي للانتخابات المقبلة، عن الحزب الجمهروي، في توظيف محاولة اغتيال ترامب، رمزيا ودينيا، من أجل كسب نقاط مهمة في سباق الانتخابات.
وقال محمد الشرقاوي الأكاديمي والكاتب المغربي المقيم بواشنطن، إن أوجه التوظيف الرمزي والديني لمحاولة اغتيال دونالد ترمب، في صناعة الهالة القدسية لمرشح الحزب الجمهوري، تتضح تدريجيا.
وأضاف أن هذا الأمر، له قرينة “مع الصورة التي حاول رسمها مهندسو حملة ترمب عام 2015 و2016، لاستمالة الإنجليين واليمينيين في الولايات الحمراء بخطاب ينطوي على توشية دينية وأبعاد رمزية”.
وتابع: “يقول جيمس بونيووزيك مراسل نيويورك تايمز، في وصف أجواء المؤتمر القومي للحزب الجمهوري، الذي جرى في مدينة ملووكي عند ظهور دونالد ترمب: “كان المزاج في تلك اللحظة عاطفيًا ودافئًا”.
واسترسل أن معظم الليل بدا “وكأنه اندماج بين تجمع سياسي ومحفل لترتيل الإنجيل، مليئًا بالمواعظ من أجل الحماية الإلهية، ليس للبلاد فحسب، بل وأيضا لزعيم الحزب العائد”.
وأوضح أن ترمب، الذي قال في المقابلات إنه لا يبكي، بدا “أقرب إلى اغورار عينيه كما أتذكر منذ عقود من رؤيته على الشاشة”، مضيفاً أن سافانا جوثري من شبكة “إن بي سي”، قالت: “هذا هو دونالد ترامب الأكثر لطفاً ونعومة الذي يحاول المؤتمر القومي للحزب الجمهوري تصويره الليلة”.
واعتبر الشرقاوي، أن “هندسة الخطاب التركيبي بين مطامح سياسية وتبريكات دينية مزعومة هي الورقة الجديدة التي يلعبها مستشارو المرشح ترمب من أجل ضمان تأييد فئات أخرى من المحافظين والمتدينين نحو القبول بمرشح تحيط به المعجزات، كما هو فحوى التأويلات المتواترة حول محاولة اغتياله عشية انعقاد المؤتمر القومي للحزب”.
وسبق لسارة هاكابي ساندرز، حاكمة ولاية أركنصو، والمتحدثة السابقة باسم البيت الأبيض، أن قالت، إن “ترمب لا يمكن أن توقفه حتى رصاصة قاتل..”، مضيفةً أن الله نفسه تدخل لإنقاذه، “لأننا أمة واحدة في ظل الله، ومن المؤكد أنه (أي الله) يواصل تزكية الرئيس ترامب”.
وفي تعليقه على هذا التصريح، قال المحلل السياسي سالف الذكر، إن عبارة ساندرز، “لاهوتية بامتياز، وتستحضر الأقدار الربانية التي تدعم ترمب بقوى خفية، وتخلط بين الروحانيات وأَسطَرَة شخصية ترمب في بلد تعتد بأنها معقل العقلانية والبرغماتية”.
وأبرز الشرقاوي، أن هذا التصريح “مدخل لفهم كيف ينظر اليمينيون والإنجيليون في العمق الأمريكي في الولايات الحمراء وسط وجنوب الولايات المتحدة، إلى دونالد ترامب، الذي يمثل في نظرهم المخلص السياسي بلمسة دينية، وهي عبارة ذكرتها عام 2016، عندما اكتسح ترمب منافسات المرشحين الجمهوريين لانتخابات الرئاسة الأمريكية”.
تعليقات الزوار ( 0 )