اعتبر عبد الرحيم المنار اسليمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس، أن السياق الذي ينعقد فيه المؤتمر السادس عشر للبوليساريو مختلف كليا عن سياقات ماسبقته من المؤتمرات.
وقال المنار اسليمي في اتصال مع جريدة بناصا: “إن المؤتمر الأخير للجبهة الانفصالية يحمل مؤشرات على التآكل الذي تعيشه أطروحة البوليساريو، ويتمثل المؤشر الأول في الصعوبات الكبيرة التي وجدتها القيادة الحالية في عقد المؤتمر حيث تدخل النظام العسكري الجزائري مباشرة في التنظيم لحماية مجموعة أبراهيم غالي من المعارضين”.
ولوحظ أن البنية البشرية التي كانت في قاعة المؤتمر أغلبها جاء من خارج المخيمات إما من موريتانيا أو جنوب الجزائر ، كما أن البنية الديمغرافية في المؤتمر متغيرة بينما عمل الجيش الجزائري على محاصرة المخيمات الموجودة في محيط مخيم مايسمى بالداخلة مكان انعقاد المؤتمر.
وأما المؤشر الثاني، حسب المحلل السياسي، فيبدو واضحا من خلال منع إدخال الهواتف أو نقل مجريات النقاش، حيث انفرد الاعلام الجزائري وإعلام ابراهيم غالي بنقل الأخبار دون غيرهم.
والمؤشر الثالث واضح من خلال طبيعة الضيوف حيث لاتوجد شخصيات خارجية وازنة حاضرة في المؤتمر وهذا مايشرح الهجوم العنيف الذي شنه إبراهيم غالي على الحكومة الإسبانية.
وأما المؤشر الرابع فيتمثل في حضور أحزاب جزائرية كالأمين العام لجبهة التحرير بعجي وزعيم حركة البناء بنقرينة.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن بنقرينة جاء مبعوثا من طرف النظام العسكري لفرض إبراهيم غالي مجددا، حيث يبدو من خلال ماقام به بنقرينة في أحد سلوكاته داخل المؤتمر أن الأمر شبيه بما يقوم النظام العسكري في الجزائر لما يعطي إشارات للمؤتمرين باختيار زعيم حزبي معين.
ويوجد مؤشر كبير يدل على أن القيادة الحالية للبوليساريو لم تعد لها علاقة بالمخيمات وأنها مفروضة عليهم بالقوة من طرف النظام العسكري الجزائري في قضية رفض النقاش عن أساطير حرب البوليساريو وعن مكان انعقاد المؤتمر الذي باتت معه أسطورة “المناطق المحررة” فضيحة مكشوفة أمام ساكنة المخيمات.
وألمع منار اسليمي إلى وجود مؤشرات أخرى أكثر دلالة على تآكل وانهيار البوليساريو، ذلك أن البوليساريو الذي يوجد في المؤتمر هو بوليساريو الجزائر أما الباقي فقد غادر المخيمات جزء كبير منه، حيث ظهرت تيارات منها تيار صحراويون من أجل السلام وتيار خط الشهيد الذين منعوا من حضور المؤتمر وحاصرتهم الجزائر التي شنت حملة في المخيمات ضد كل الصحراويين من أصل مغربي الموجودين في المخيمات والدليل أنها حاصرت البشير مصطفى السيد الذي يوجد لديه إجماع من طرف الموجودين في المخيمات والذين منعوا من المشاركة في المؤتمر .
وأكد اسليمي أن أخطر مؤشر يجب الانتباه إليه هو حضور ممثلي التنظيمات الإرهابية والمسلحة في الساحل إلى المؤتمر كضيوف حيث نقلت تصريحات لبعضهم يدعون إلى القتال منهم أحد أفراد جماعة نصرة الإسلام والمسلمين الموجودة شمال مالي، وهو ما يعني، حسب اسليمي، أن الخط بات مفتوحا من المخيمات باتت مفتوحة نحو الساحل.
وأكد اسليمي في ختام تصريحه لجريدة بناصا بالقول: إن الجزائر باتت في ورطة مع المليشيات وساكنة المخيمات فلا هي قادرة على تجديد القيادة ولاهي قادرة إيجاد طريقة غير العنف لاحتواء الاحتجاجات المتزايدة في المخيمات، كما أنها لما أرادت تغيير جزء من البنية الديمغرافية للمخيمات وجدت نفسها أمام دخول تنظيمات مسلحة تهدد أمن المنطقة بكاملها، ولهذا يمكن القول أن مؤتمر البوليساريو السادس عشر حمل أول علامات بداية انفجار قنبلة البوليساريو داخل الجزائر نفسها.
تعليقات الزوار ( 0 )