قال رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي اليوم الجمعة إن الانتخابات الليبية ستجرى في موعدها، في حين أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن بلدها سيظل ملتزمة بدعم ليبيا بعد رحيلها عن السلطة.
وأكد المنفي -في مؤتمر صحفي مشترك مع ميركل في برلين- أن الحكومة تتابع أعمالها لإتمام المرحلة الانتقالية للوصول إلى الانتخابات في موعدها.
وأضاف المنفي أن النقاط المهمة التي يتم التركيز عليها تتمثل في توحيد مؤسسات الدولة، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، وإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد.
وقالت المستشارة الألمانية إن بلدها سيظل ملتزما بدعم ليبيا، مشددة على أن تغيير الحكومة الألمانية لن يؤثر على دعم برلين لطرابلس، وأن ليبيا ستظل أولوية بالنسبة لألمانيا.
وأضافت ميركل أنه يجب العمل على انسحاب المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، وأن النفوذ الأجنبي يجب ألا يحدد مستقبل ليبيا.
مفاوضات بالرباط
وفي سياق متصل، تتواصل لليوم الثاني على التوالي في الرباط أعمالُ اللقاء التشاوري بين وفدي مجلس النواب الليبي والمجلس الأعلى للدولة بشأن قانون الانتخابات.
وأجرى الوفدان مباحثات مباشرة أمس الخميس في اليوم الأول من اللقاء التشاوري بالعاصمة المغربية الرباط.
وأعلن رئيس وفد المجلس الأعلى للدولة في ليبيا عمر بوشاح أن وفدي ليبيا إلى مشاورات الرباط يعملان حاليا على المواءمة بين مقترحيهما الخاصين بالانتخابات البرلمانية.
وأضاف بوشاح، في تصريح للجزيرة، أن الوفدين سيناقشان بعد ذلك القانون الانتخابي المتعلق بمنصب رئيس البلاد.
ويسعى الوفدان في هذه المباحثات -التي تمتد يومين وترعاها البعثة الأممية للدعم في ليبيا- إلى حلّ الخلافات وإيجاد صيغة توافقية بشأن القوانين الانتخابية والقاعدة الدستورية تحضيرا لإجراء الانتخابات العامة المقررة يوم 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وظهرت خلافات في الفترة الأخيرة بين مؤسسات الحكم في ليبيا، وتحديدا بين مجلس النواب من جهة، والمجلس الأعلى للدولة وحكومة الوحدة والمجلس الرئاسي من جهة أخرى، خاصة في ما يتعلق بالصلاحيات ومشاريع القوانين الانتخابية.
البعثة الأممية تؤكد شرعية الحكومة
وتأتي هذه التطورات بعد أسبوع من إعلان مجلس النواب عن الموافقة على سحب الثقة من حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، في خطوة عدّها المجلس الأعلى للدولة باطلة كونها تخالف الإعلان الدستوري والاتفاق السياسي.
وقالت البعثة الأممية بليبيا إن حكومة الدبيبة تظل معها الشرعية حتى استبدالها عبر عملية منتظمة تعقب الانتخابات.
ودعا السفير الأميركي في ليبيا ريتشارد نورلاند إلى الإسراع في الاتفاق على الأرضية القانونية والدستورية للانتخابات المقبلة في ليبيا.
وشدد نورلاند على ضرورة انطلاق الحملة الانتخابية بعد أسبوع أو أسبوعين.
وأضاف في ختام اليوم الأول من اللقاء التشاوري للوفدين الليبيين في الرباط أن الشعب الليبي سيتمكن عبر الاستحقاق الانتخابي المرتقب من اختيار ممثليه، وتشكيل حكومة ليبية موحدة.
انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة
وفي السياق ذاته، شددت الجزائر على ضرورة أن يتم انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا بشكل تدريجي ومُنّظم وآمن، وبرعاية الأمم المتحدة وبالتنسيق مع الدول المجاورة.
وحذرت، خلال اجتماع وزاري لمجلس السلم والأمن الأفريقيين بشأن ليبيا، من التداعيات الخطيرة في حال حدوث انتقال غير مدروس ومراقب للمرتزقة خارج ليبيا.
وخلال الاجتماع، أكدت الخارجية الليبية أن تنفيذ القرارات والمبادرات بشأن الوضع في ليبيا لن يتأتى إلا بإنهاء وجود المقاتلين الأجانب دون قيد أو شرط.
وقال وكيل الخارجية الليبية إن اجتماعا سيعقد في طرابلس يوم 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري لبلورة موقف إقليمي ودولي موحد بشأن آليات ضمان الاستقرار.
من جانبها، حثت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا وفدي المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب، المجتمعيْن في المغرب، على اغتنام الفرصة والمضي في استكمال الإطار التشريعي للانتخابات.
قرار أممي
وفي جلسة خاصة بمجلس الأمن الدولي أمس الخميس، تمت الموافقة بالإجماع في تصويت على مشروع قرار بريطاني بشأن التمديد لولاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا حتى 31 يناير/كانون الثاني 2022.
ويهدف القرار إلى منح أعضاء المجلس مزيدا من الوقت للتفاوض على مشروع قرار لإدخال تغييرات على تفويض وهيكل البعثة.
وقال جيفري ديلورينتيس نائب المندوبة الأميركية في مجلس الأمن الدولي إن “المجلس فشل في اعتماد قرار ينفذ توصيات الأمين العام التي تنص على ضرورة نقل رئيس البعثة إلى طرابلس لزيادة الانخراط مع الجهات الليبية الفاعلة قبل إجراء الانتخابات المقررة في ديسمبر/كانون الأول المقبل”.
ورأى المندوب الروسي في مجلس الأمن الدولي فاسيلي نيبنزيا أن المجلس أظهر دعم المجتمع الدولي للشعب الليبي عبر اعتماد قرار يجدد ولاية البعثة حتى نهاية يناير/كانون الثاني المقبل.
تعليقات الزوار ( 0 )