سجّل المغرب، في الفترة ما بين يناير ونونبر من عام 2020، تراجعاً حاداً في عائدات السياحة بنسبة بلغت 51 بالمائة، جراء تفشي وباء “كورونا” العالمي.
وفي الأشهر الأحد عشر الأولى من السنة ذاتها، حلّ بالمغرب حوالي 142 ألف سائح فقط، ليسجل بذلك انخفاضا بنسبة 82 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وتجدر الإشارة إلى أنّ معظم الوافدين هم مواطنون مغاربة يعيشون في الخارج، وفي فترة الصيف التي تنتعش فيها السياحة، وصل الانخفاض إلى 98 بالمائة بين السياح الأجانب و56 بالمائة بين المقيمين.
كما تم الإبلاغ عن تسريح أكثر من 35 بالمائة من العاملين في قطاع السياحة، الذين فقدوا وظائفهم ودخلهم بسبب تبعات الجائحة التي أثرت على مصدر رزقهم، كما هو الشأن بالنسبة لعدد من القطاعات الأخرى.
وأدى إغلاق المجال الجوي، باستثناء بعض الرحلات الجوية الاستثنائية التي يمكن للسائحين القيام بها بحجوزات فندقية، إلى انخفاض عدد السائحين الدوليين.
وللخروج من الأزمة الناجمة عن الجائحة، اقترح الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، زوراب بولوليكاشفيلي، يوم أمس (الثلاثاء) على المغرب ودول المنطقة، رقمنة وترويج وجهات سياحية جديدة عبر الشبكات الاجتماعية.
وأشار بولوليكاشفيلي في مؤتمر صحفي عقده بالرباط، إلى أنه يجب على الدول التفكير في نهج السياحة القروية كفرصة لخلق فرص عمل جديدة ، ومراعاة أبعاد التنمية المستدامة.
وشدّد الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، في معرض حديثه، على أن عددا من الدول يجب أن تكون مستعدة لتحديد منتجات سياحية جديدة والبدء من الصفر.
ويرى المتحدث ذاته، أنّ العقلية السياحية تغيرت كثيرًا، وهو ما عبر عنه بالقول: “إنه من الواضح أن الناس أصبحوا يفضلون الأماكن المعزولة والنائية حيث لا يوجد تركيز فيها للسياح، مما سيؤثر على هيكل السياحة في تلك المناطق”.
ويتواجد الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية حاليا في المغرب، وذلك للتحضير لحيثيات تنظيم المؤتمر الذي ستحتضنه مدينة مراكش في أكتوبر المقبل، وذلك لمناقشة مستقبل قطاع السياحة المتضرر بشدة من الأزمة الصحية العالمية.
كما التقى بولوليكاشفيلي خلال جولته، برئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ووزير الخارجية ناصر بوريطة ووزيرة السياحة نادية فتاح العلوي.
وتشير البيانات المتاحة التي أبلغت عنها الوجهات السياحية إلى انخفاض بنسبة 22 بالمائة في الوافدين في الأشهر الثلاثة الأولى من سنة 2020، وفقا لأحدث مقياس السياحة العالمية الصادر عن منظمة السياحة العالمية.
وأفادت المنظمة بانخفاض حاد في عدد الوافدين في مارس، بنسبة 57 بالمائة بعد بدء الإغلاق في العديد من البلدان، بالإضافة إلى فرض قيود على السفر وإغلاق المطارات والحدود الوطنية على نطاق واسع.
وقد أدت كل هذه العوامل إلى خسارة 67 مليون وافد دولي وحوالي 80 مليار دولار من صادرات السياحة، حيت تم تصنيف سنة 2020 كأسوأ سنة سياحية.
وعلى الرغم من أن آسيا والمحيط الهادئ أظهرتا أعلى تأثير من حيث القيمة النسبية والمطلقة، بانخفاض قدره 33 مليون قادم، إلا أن التأثير في أوروبا وشمال إفريقيا، وعلى الرغم من انخفاضه في النسبة المئوية، فهو مرتفع جدا في الحجم بانخفاض قدره 22 مليون شخص.
تعليقات الزوار ( 0 )