في خطوة تعكس تعزيز القدرات العسكرية والتكنولوجية للمملكة المغربية، تسلمت الرباط دفعة من الطائرات المسيرة المتطورة من نوع “بيرقدار تي بي 2” (Bayraktar TB2) خلال عام 2024، وفقًا لتقارير نشرتها منصة “Military Africa” المتخصصة في الشؤون الدفاعية.
وتأتي هذه الصفقة في إطار سعي المغرب لتحديث ترسانته العسكرية وتعزيز أمنه الإقليمي في ظل التحديات الجيوسياسية المتزايدة في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل.
طائرات “بايراقطار تي بي 2”: إضافة نوعية للجيش المغربي
وتُعتبر طائرات “بيرقدار تي بي 2” من بين أكثر الطائرات المسيرة تقدماً في العالم، حيث تم تطويرها من قبل الشركة التركية “بايكار” (Baykar).
وتتميز هذه الطائرات بقدراتها العالية في المراقبة والاستطلاع، بالإضافة إلى قدرتها على تنفيذ عمليات قتالية دقيقة باستخدام الصواريخ الموجهة.
وقد أثبتت هذه الطائرات فعاليتها في عدة مسارح عسكرية، بما في ذلك النزاعات في ليبيا وأذربيجان وأوكرانيا.
وبحسب التقرير، فإن المغرب حصل على عدد غير محدد من هذه الطائرات، مما يعزز من قدراته في مجال المراقبة الجوية والعمليات العسكرية الدقيقة.
وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية أوسع لتحديث الجيش المغربي، الذي يعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا الحديثة لتعزيز أمنه الوطني.
تعزيز الأمن الإقليمي في ظل التحديات
كما تأتي صفقة الطائرات المسيرة في وقت تشهد فيه منطقة شمال إفريقيا والساحل توترات متزايدة، بما في ذلك التهديدات الأمنية الناجمة عن الجماعات الإرهابية والتهريب عبر الحدود.
وقد أظهر المغرب في السنوات الأخيرة التزامًا قويًا بتحديث قواته المسلحة، حيث قام بشراء معدات عسكرية متطورة من عدة دول، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل.
وتعد طائرات “بيرقدار تي بي 2” إضافة مهمة إلى هذه الجهود، حيث ستوفر للجيش المغربي قدرات متقدمة في مجال الاستخبارات والمراقبة والعمليات العسكرية.
التعاون العسكري بين المغرب وتركيا
وتُعتبر صفقة الطائرات المسيرة أيضًا مؤشرًا على تعزيز التعاون العسكري بين المغرب وتركيا، خاصة في ظل العلاقات الاقتصادية والسياسية المتنامية بين البلدين.
وقد سبق أن أبرمت تركيا عدة صفقات عسكرية مع دول إفريقية، بما في ذلك إثيوبيا وتونس، مما يعكس سعي أنقرة لتعزيز نفوذها في القارة الإفريقية.
وبالنسبة للمغرب، فإن التعاون مع تركيا في المجال العسكري يعد جزءًا من استراتيجية أوسع لتنويع مصادر التسلح وتعزيز القدرات الدفاعية.
كما أن هذه الصفقة تعكس الثقة المتزايدة في التكنولوجيا العسكرية التركية، التي أثبتت فعاليتها في عدة ساحات قتالية.
خطوة نحو تعزيز الأمن والاستقرار
وتسلم المغرب لطائرات “بيرقدار تي بي 2” يعكس التزام المملكة بتعزيز أمنها الوطني وقدراتها الدفاعية في مواجهة التحديات الإقليمية.
وهذه الخطوة، إلى جانب الاستثمارات الأخرى في التكنولوجيا العسكرية، ستسهم في تعزيز مكانة المغرب كقوة إقليمية فاعلة في شمال إفريقيا.
وفي الوقت نفسه، تبرز هذه الصفقة أهمية التعاون العسكري بين الدول، خاصة في ظل التحديات الأمنية المشتركة التي تواجهها المنطقة.
وبينما تستمر التوترات الجيوسياسية في التأثير على الاستقرار الإقليمي، فإن تعزيز القدرات الدفاعية يبقى عاملاً رئيسيًا في تحقيق الأمن والاستقرار.
تعليقات الزوار ( 0 )