منذ منح المغرب صفة “حليف رئيسي من خارج حلف شمال الأطلسي” سنة 2004، اتخذت القوات المسلحة المغربية على عاتقها إجراءات جادة ومستمرة لمواءمة عقائدها ومفاهيم التدريب والقتال مع قواعد وإجراءات الحلف الذي يُعرف اختصارا باسم “الناتو”.
وفي هذا الإطار، قالت صحيفة “Defensa” المختصة بالشأن العسكري، إنّ وفدا من قيادة قوة الحلفاء المشتركة في نابولي الإيطالية، قام بزيارة قيادة لواء مشاة المظلات الثاني بالقاعدة الجوية السادسة في بن جرير بالمغرب.
وتروم هذه الزيارة، حسب ما أورده المصدر ذاته، لدراسة برنامج تقييمها من أجل تنفيذ هذه الوحدة إلى مرحلة “الاستعداد القتالي” كمساهم محتمل في العمليات التي يقودها “الناتو”.
وأضاف المصدر ذاته، أنه تم تحقيق أهداف الاجتماع، وذلك وفقًا لقوة الحلفاء المشتركة في نابولي، واستقبل الوفد المغربي فريق الناتو بقيادة العقيد بالجيش الفرنسي فرانسوا مارشال.
ولفتت الصحيفة، إلى أنه خلال الاجتماع الذي استمر لأكثر من ثلاثة أيام، أظهر لواء مشاة المظلات الثاني القدرات المكتسبة والأفراد المجهزين تجهيزًا جيدًا، وتم وضع الأسس لبدء برنامج التقييم.
حري بالذكر، أن حلف الشمال الأطلسي “الناتو” كان قد اعتمد في أحد برامجه قبل أشهر، الخريطة الكاملة للمغرب تشمل الصحراء المغربية، وهو ما شكل ضربة موجعة لجبهة “البوليساريو” الإنفصالية.
وأظهر حلف الناتو خريطة المغرب الكاملة بموقعه الرسمي ضمن برنامج تعزيز تعليم الدفاع التابع له “Deep” حيث جاءت هذه الخطوة بعد أيام قلائل من اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء.
ويعد المغرب حليف رئيسي خارج الناتو (Major non-NATO ally) أو ما يعرف اختصارا بـ”MNNA” وهو تعيين يقدمه حلف الناتو أو الحكومة الأمريكية للدول التي لديها معها علاقات قوية، لكنهم ليسوا بأعضاء في هذا الحلف.
وكانت أول مشاركة للمملكة المغربية في عمليات حفظ السلام سنة 1960، وذلك ضمن عملية الأمم المتحدة لحماية الوحدة الترابية للكونغو.
ويمثل المغرب البلد الإفريقي والعربي الوحيد الذي ساهم في العلميات التي باشرتها كل من منظمة حلف شمال الأطلسي في كوسوفو والاتحاد الأوروبي في البوسنة والهرسك.
ويحمل حلف الناتو على كاهله التزاما بحماية الدول الأعضاء بكافة الوسائل السياسية والعسكرية، كما يحث على التشاور والتعاون مع الدول غير الأعضاء بحلف الناتو في مجالات الأمن على نطاقها الواسع والتي تشمل إعادة هيكلة الدفاع وحفظ السلام.
ويساهم حلف الناتو أيضا، من خلال نقاشاته وشراكاته، في وأد وتسوية النزاعات في نطاق دوله الأعضاء وما
يتجاوز ذلك، كما يعمل على تعزيز القيم الديمقراطية، ويلتزم بضمان التسوية السلمية للنزاعات.
وحال فشل الجهود الدبلوماسية، يوظف قدراته العسكرية القادرة على إدارة الأزمات وتنفيذ مهام حفظ السلام، سواء منفردًا أو بالتعاون مع الدول والمنظمات الدولية الأخرى.
كما أن لحلف “الناتو” بُعدا ثالثًا يتألف من أنشطته وعملياته في مجال التخطيط المدني في حالات الطوارئ، ومساعدة الحلفاء والشركاء في التأقلم مع الكوارث واجتيازها، بالإضافة إلى تعزيز سبل التعاون
في مجال العلوم والبيئة.
تعليقات الزوار ( 0 )