باستقباله في مدينة واد زم (إقليم خريبكة) لأول مركز تجريبي للسيارات في إفريقيا، يؤكد المغرب، مرة أخرى، ريادته القارية في مجال صناعة السيارات، وفي التطور الملحوظ للنظم الخاصة بهذا المجال، كما يشهد على ذلك المصنعون والزبناء الدوليون.
ولم تتوقف المملكة عن تنفيذ استراتيجيات متتالية لتطوير صناعتها في مختلف قطاعات الأنشطة، على غرار قطاع السيارات الذي جعل المغرب رائدا قاريا مع استقطابه، مؤخرا، لمصنعين ومصممين عالميين، بالنظر إلى استقراره السياسي والاجتماعي، وإطاره القانوني الملائم، واليد العاملة المؤهلة على مستوى عال.
ومما يبرز هذا المنحى، هو اختيار (أوتاك)، وهي أول مجموعة فرنسية دولية تعمل في مجال النقل البري، التواجد سنة 2023 بالمملكة لإقامة أول مركز تجارب للسيارات بإفريقيا، وذلك في جماعة واد زم.
ويوفر هذا المركز، بتسميته (موروكو موبيليتي ـ أوطوموبيل سانتر) والأول من نوعه في إفريقيا، مسارا يفوق طوله 30 كلم لقياس السرعة والتحمل واختبارات المنحدرات والكوابح ونحو عشرة اختبارات أخرى، مما يعزز مكانة المملكة كموقع لاستقبال شركات السيارات الكبرى على المستوى العالمي.
وأكد أنيس طبيب نائب رئيس المبيعات والتسويق بمجموعة (أوتاك)، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الاستقرار الذي توفره المملكة ونظمها المساعدة في صناعة السيارات وديناميكية القطاع، عوامل دفعت المجموعة إلى الاستقرار في واد زم على بعد ساعة و30 دقيقة من الدار البيضاء.
وأشار السيد طبيب إلى أن المجموعة تتوفر على مراكز تجارب ومختبرات في فرنسا وبريطانيا وفنلندا والولايات المتحدة وألمانيا، وكذا على فروع في الصين وكوريا واليابان، مضيفا أن خيار الاستقرار في المغرب يبرره المناخ الملائم الذي يوفر أفضل الظروف للتجارب على مدار السنة، بالإضافة إلى قربه الجغرافي من أكبر مصنعي وموردي السيارات في العالم.
وقال إن افتتاح هذا المركز الجديد بالمملكة يلبي طموح المجموعة للاستجابة لمتطلبات زبنائها الدوليين، معتبرا أن مواجهة تحديات صناعة السيارات تقتضي من هذا المركز تمكين الزبناء من حلول متطورة لتحسين منتجاتهم.
وأضاف السيد طبيب أن مركز (أوتاك المغرب) أقيم على مساحة تفوق 500 هكتار تشمل حلبات ومباني. وصمم بالكامل لتلبية التطلعات الجديدة للزبناء الدوليين، مشددا على أن المجموعة تقدم تجارب على الحلبات أو في المختبرات في مختلف مجالات الخبرة المعروفة والمعترف بها. مثل اختبارات التطوير، والموافقة، والتنظيم، وإصدار الشهادات، ودورات التكوين المتمحورة حول تنظيم وتنفيذ أنشطة على غرار إطلاق منتجات أو تجارب خاصة.
أما بالنسبة لتجارب السيارات، أفاد السيد طبيب بأنها تمثل مجموعة واسعة من الاختبارات، مشيرا إلى اختبارات الاتصال الأرضي، وانبعاثات التلوث، ونظام السياقة، والقيادة والقدرة على المناورة، فضلا عن اختبارات أخرى منجزة على مسارات يفوق طولها 30 كلم وتستجيب للمعايير الدولية.
وذكر بأن المملكة تزخر ببنية تحتية تمكن من ضمان الاستقبال والإقامة واللوجستيك في بيئة آمنة ومستوفية للشروط، موضحا أن (أوتاك) تشتغل مع أكبر شركات تصنيع السيارات في العالم، سواء في مجال المركبات الخفيفة أو الشاحنات أو الدراجات النارية.
وبعدما أكد أن زبناء مركز واد زم يأتون من أوروبا ومن مناطق المغرب، قال السيد طبيب إن “مركزنا يتوفر على بنيات تحتية صممت لتلبية احتياجات الزبناء، ومرافق استقبال نموذجية، وحلبات، وطرق، ومساحات مستوية وقاعات للتكوين”.
تعليقات الزوار ( 0 )