Share
  • Link copied

المغرب يكتب فصلًا جديدًا في تاريخ كرة القدم الأفريقية والعالمية باستضافة “مونديال 2030”

بعد خمس محاولات باءت بالفشل، أثبت المغرب، أخيرا، للعالم أجمع أنه يستحق استضافة الحدث الكروي العالمي الكبير، حيث إن فكرة استضافة كأس العالم كانت حلمًا راود المغاربة لسنوات طويلة، واليوم أصبح هذا الحلم واقعًا ملموسًا.

وبالنسبة للعديد من المغاربة الأكبر سنًا، كان احتمال استضافة كأس العالم مصدرًا للأمل والترقب، ثم للخيبة. ولا يمكن لأحد أن ينسى خيبة الأمل التي انتابت الأمة في يوم من مايو 2004 عندما أعلن رئيس الفيفا آنذاك، جوزيف بلاتر، عن جنوب إفريقيا كبلد مضيف لأول كأس عالم على أرض إفريقية.

واجتاح الغضب الشعب المغربي، الذي شعر بـ “تلاعب” خفي من قبل الهيئة العالمية الحاكمة. حيث كلف هذا التفضيل ملايين الدولارات، كما كشفت السنوات اللاحقة عندما انهار نظام بلاتر تحت وطأة الفضائح.

وبعد أربعة عشر عامًا، واجه المغرب انتكاسة أخرى، وخسر أمام عرض أمريكا الشمالية لاستضافة كأس العالم 2026. ومع ذلك، على عكس المفاجأة الدراماتيكية في زيورخ، ترك التصويت في موسكو طعمًا للأمل بدلاً من اليأس.

وفي مواجهة الولايات المتحدة وكندا والمكسيك – جميعها أعضاء في مجموعة العشرين – أدرك المغرب أن حججه كانت قوية ولم تعد تعتمد فقط على ملف مرشح يتكون من مخططات ونوايا حسنة.

وفي مارس 2023، وبعد أسابيع قليلة من إبهار العالم بإنجاز تاريخي في قطر، أعلن المغرب ترشحه لاستضافة كأس العالم 2030، بالتعاون مع إسبانيا والبرتغال، جيرانه الشماليين عبر مضيق جبل طارق.

وجاء هذا الإعلان من جلالة الملك محمد السادس خلال حفل تسلمه جائزة شخصية العام من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم. وهو الإعلان الملكي الذي لاقى صدى فوريًا لدى الأمة. وهذه المرة، كانت جميع الإشارات خضراء.

وفي الخريف التالي، أكدت الفيفا هذا التفاؤل الواقعي من خلال اختيار عرض الثلاثي، مع شعار “يلا Vamos!” الجذاب، كالخيار الوحيد الممكن لاستضافة نخبة كرة القدم العالمية. تكريمًا للتقاليد، ونافذة على المستقبل.

وهذا الأربعاء، 11 ديسمبر، بعد مرور عامين تقريبًا على يوم أصبح فيه المغرب أول دولة أفريقية تصل إلى نصف نهائي كأس العالم، ستمنح الفيفا المملكة حقوق استضافة كأس العالم، وإن كان ذلك بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.

وهذه مكافأة مستحقة لبلد كان أول من تحدى النظام القائم، والذي ينص على أن كأس العالم ستقام في أوروبا أو أمريكا. ليتحول هذا الطموح الآن إلى رغبة واضحة في تحويل هذا كأس العالم إلى منصة عرض للمغرب وإفريقيا، وكذلك إلى نقطة انطلاق لتعزيز الاقتصاد الوطني.

وتساهم مشاريع كأس العالم في التنمية البنيوية للبلاد بأكملها. وهنا تكمن إرث استضافة حدث عالمي مثل تنظيم كـأس العالم.

Share
  • Link copied
المقال التالي