يشهد قطاع التوت الأزرق في المغرب نموًا مطردًا، مدفوعًا باستثمارات استراتيجية، وظروف مناخية زراعية مثالية، وتنويع الأسواق.
وبحسب منصة fresh fruit portal، فقد تحول المغرب من مجرد بداية متواضعة في أوائل التسعينيات إلى قوة عالمية في إنتاج وتصدير هذا النوع من الفاكهة.
وكانت البداية بتجارب زراعية محدودة في أوائل التسعينيات، لكن الإنتاج التجاري على نطاق واسع لم ينطلق إلا في عام 2004.
وبحلول عام 2005، بدأ عدد قليل من المنتجين المغاربة زراعة التوت الأزرق، وتركزت زراعتهم في الغالب في منطقة اللوكوس الغرب شمال المملكة، وشهدت السنوات العشر التالية نموًا بطيئًا وثابتًا لهذه الصناعة.
إلا أنه ومنذ عام 2015، شهد القطاع نموًا سريعًا، تغذيه الاستثمارات الأجنبية وخبرة المزارعين المتمرسين. وامتدت مناطق الزراعة إلى ما وراء اللوكوس الغرب لتشمل مناطق أخرى من البلاد مثل أكادير وسط الشمال والداخلة في الجنوب.
وفي عام 2020، ارتفع إنتاج المغرب من التوت الأزرق إلى 35100 طن، بزيادة قدرها 19 ضعفًا مقارنة بإنتاجه في عام 2005.
وسجل موسم 2023/24 علامة فارقة في صناعة التوت الأزرق في المغرب. إذ صدرت البلاد ما يقرب من 67300 طن من التوت الأزرق الطازج، بزيادة قدرها 25٪ عن الموسم السابق.
وشهدت صادرات التوت الأزرق المغربية نموًا كبيرًا في العديد من الأسواق الأوروبية خلال موسم 2023/24. فقد استمرت إسبانيا في كونها المستورد الرئيسي بحوالي 20100 طن، بزيادة 11٪ عن الموسم السابق.
واستوردت المملكة المتحدة 14600 طن، بزيادة تقارب 33٪، وهولندا 14500 طن، بزيادة 42٪. وشهدت ألمانيا زيادة بنسبة 25٪ لتصل إلى 4300 طن، وارتفعت واردات فرنسا من المغرب بنسبة 19٪ إلى 3900 طن.
وإلى جانب أوروبا، وسع المغرب أيضًا انتشاره إلى الشرق الأوسط، حيث صدر 1800 طن إلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر والكويت والبحرين.
وفي حالة أمريكا الشمالية، شملت الشحنات 360 طنًا إلى الولايات المتحدة و900 طن إلى كندا. وكانت جنوب شرق آسيا سوقًا مهمًا آخر، حيث كانت هونغ كونغ وسنغافورة وماليزيا أسواقًا مهمة.
ويعود هذا النجاح إلى عدة عوامل رئيسية. فالمناخ المواتي للبلاد، الذي يتميز بشتاء معتدل وصيف دافئ وجاف، يسمح بحصاد متعدد وإنتاجية عالية.
وتتميز مناطق سوس والشرق، على سبيل المثال، بتربة غنية وجيدة التصريف تعزز نكهة وثبات التوت. بالإضافة إلى ذلك، فإن قرب المغرب الجغرافي من أوروبا يُمكّنه من الشحن السريع للفواكه الطازجة، مما يضمن الجودة عند الوصول.
كما يقوم المغرب بتنويع أسواق تصديره، مع التركيز على مناطق مثل كندا وهونغ كونغ والشرق الأوسط، مما يقلل الاعتماد على الشركاء التقليديين مثل إسبانيا والمملكة المتحدة.
ومن المتوقع أن يصل حجم الحصاد للموسم الحالي إلى 80 ألف طن، وهو رقم يؤكد على الظروف المواتية بشكل خاص للموسم.
ويقول مصدر في الصناعة: “يشتهر التوت الأزرق المغربي بجودته العالية، لكن الطلب على الفواكه عالية القيمة يتزايد”. إن التضافر بين منتج استثنائي وظروف لوجستية مميزة يضع المغرب في مكانة رائدة في إنتاج التوت الأزرق، مما يجذب المستوردين على مستوى العالم، مع طلب ملحوظ قادم من أوروبا والشرق الأوسط.
كما أن الأسواق الآسيوية وأمريكا الشمالية تشارك أيضًا، مما يعكس الانتشار الدولي للقطاع. إن صعود المغرب في صناعة التوت الأزرق يتجاوز الجودة؛ فقد صنع لنفسه مكانة من خلال تقديم أنواع معينة تتناسب مع متطلبات السوق الدولية.
ومع ذلك، يواجه المغرب منافسة متزايدة من المنتجين الناشئين والقائمين. ومع ارتفاع أحجام الإنتاج العالمية، يضطر المنتجون المغاربة إلى الابتكار باستمرار للحفاظ على قدرتهم التنافسية.
ويبدو أن تركيزهم على الأنواع المبتكرة والجودة التي لا مثيل لها مثمر، حيث يحظى التوت الأزرق المغربي بطلب متزايد في الأسواق الدولية، بما في ذلك أمريكا الشمالية، التي واجهت تحديات في التوريد العام الماضي.
ويقول مصدر في الصناعة: “في العام الماضي، واجهنا صعوبات في تزويد عملائنا في أمريكا الشمالية، بسبب الضغط من أسواق أخرى. هذا العام، ركزنا جهودنا على توزيع أفضل لفرص الأعمال وتجنب هذه الاختناقات”.
ويهدف المغرب إلى زيادة إنتاجه من التوت الأزرق. وتستكشف البلاد فرصًا لتمديد موسم الحصاد من خلال توسيع الزراعة إلى المناطق الجنوبية مثل الداخلة للحصول على إنتاجية مبكرة وجبال الأطلس لحصاد متأخر.
تعليقات الزوار ( 0 )