في خطوة تهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية وتحديث الترسانة العسكرية، تعمق المملكة المغربية تعاونها مع تركيا في مجال الصناعات العسكرية، حيث استضافت الرباط ،أخيرا، وفداً من شركة “أسيلسان” التركية الرائدة في مجال الدفاع، وذلك لمناقشة سبل التعاون في إنتاج الأسلحة محلياً وتطوير تقنيات الدفاع.
ووفقاً للمعلومات المتاحة، فإن هذا التعاون سيركز على أنظمة الإلكترونيات، والحلول الذكية، والمنصات الجوية غير المأهولة، مما سيفتح آفاقاً جديدة لتوظيف الكفاءات التقنية المغربية.
كما تجري المملكة والشركة التركية محادثات لاقتناء نظام جديد لإدارة العمليات القتالية، يهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية البحرية للمغرب.
ويعتبر هذا التعاون خطوة استراتيجية للمغرب نحو تنويع مصادر تسليحه، وبناء صناعة دفاعية وطنية قادرة على المنافسة.
ومن المتوقع أن يسهم هذا التعاون في تعزيز مكانة المغرب كقوة إقليمية فاعلة، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة.
وأصبح المغرب أحد أهم العملاء للأنظمة الدفاعية التركية، حيث سبق له أن حصل على طائرات مسيرة قتالية من نوع “بايراقتار تي بي 2” ومركبات مدرعة “كوبرا 2”.
وفي نوفمبر 2024، أعلن المغرب عن خطط لاقتناء طائرات مسيرة من نوع “أكينجي” التركية، مع توقع تسليم الدفعات الأولى الشهر المقبل.
وبالإضافة إلى ذلك، أفادت تقارير بأن شركة “أسيلسان” حصلت على عقد بقيمة 50.7 مليون دولار لتزويد القوات المسلحة الملكية المغربية بنظام “كورال” للحرب الإلكترونية.
وتأتي هذه الصفقات في إطار الجهود المغربية لتعزيز قدراته العسكرية باستخدام التقنيات المتقدمة التي توفرها تركيا.
ومع تنفيذ هذه الاتفاقيات، يتوقع أن يصبح المغرب لاعباً أقوى على الساحة الإقليمية، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتصاعدة. كما أن هذا التعاون سيسهم في نقل الخبرات التقنية إلى الكفاءات المحلية، مما يعزز من قدرات الصناعة الدفاعية الوطنية.
من جهتها، تسعى تركيا من خلال هذه الصفقات إلى تعزيز حضورها في السوق الإفريقية، حيث تعتبر المغرب بوابة استراتيجية لتعميق التعاون مع دول القارة. وبالتالي، فإن هذا التحالف العسكري بين البلدين لا يقتصر فقط على الجانب الأمني، بل يمتد ليشمل تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بينهما.
في النهاية، يبدو أن التعاون العسكري المغربي-التركي يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهداف مشتركة، تعزز من أمن واستقرار المنطقة، وتفتح آفاقاً جديدة للتنمية التكنولوجية والصناعية في المغرب.
تعليقات الزوار ( 0 )