Share
  • Link copied

المغرب يعزز دفاعاته الجوية بمنظومة باتريوت PAC-3 MSE وسط تصاعد التوترات الإقليمية واحتمال مواجهة مقاتلات Su-57 الجزائرية

شهدت الطرق السريعة في غرب المغرب مؤخراً تحركات لافتة لشاحنات تحمل مكونات من منظومة الدفاع الجوي الأمريكية المتقدمة “باتريوت PAC-3 MSE”، في خطوة تعكس التزام المملكة بتحديث ترسانتها العسكرية وتعزيز قدراتها الدفاعية في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة.

ويأتي وصول المنظومة إلى المغرب كجزء من اتفاق أقره البنتاغون عام 2021، يسمح لشركة “لوكهيد مارتن” بتزويد القوات المسلحة الملكية المغربية بأحدث إصدار من نظام باتريوت.

ويهدف هذا التطور إلى تحسين قدرة المغرب على التصدي للتهديدات الجوية المتقدمة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات المقاتلة والطائرات المسيرة.

وتم رصد القافلة العسكرية في إحدى المدن الغربية للمملكة، مع تكهنات بأن وجهتها هي قاعدة رئيسية للدفاع الجوي لاختبار النظام قبل دخوله الخدمة رسمياً.

ورغم عدم الكشف عن تفاصيل الصفقة، فإن التقارير تشير إلى أن الصفقة تشمل أيضًا طائرات استطلاع من طراز G550، ما يعزز منظومة المراقبة والاستجابة السريعة في البلاد.

وتُعد منظومة باتريوت PAC-3 MSE تطورًا رئيسيًا مقارنة بالإصدارات السابقة، حيث تعتمد على تقنية “الضربة القاتلة” (Hit-to-Kill) لاعتراض الأهداف بدقة عالية دون الحاجة إلى تفجير تقليدي.

وتشمل الميزات الرئيسية للمنظومة:مدى اشتباك مع الصواريخ الباليستية يصل إلى 35 كيلومترًا، وقدرة على استهداف الطائرات على بعد 160 كيلومترًا، وتغطية رادارية بزاوية 360 درجة عبر رادار AN/MPQ-65، ثم القدرة على تتبع أكثر من 100 هدف في وقت واحد.

ويتيح هذا النظام للمغرب تعزيز دفاعاته حول المنشآت الحيوية، مثل المطارات ومحطات الطاقة والقواعد العسكرية، في مواجهة التهديدات المحتملة.

ويأتي نشر منظومة باتريوت في سياق سباق تسلح إقليمي، خاصة مع امتلاك الجزائر لمنظومة الدفاع الجوي الروسية المتقدمة S-400، التي تتمتع بمدى اشتباك يصل إلى 400 كيلومتر.

كما أن الجزائر أبدت اهتمامًا بشراء مقاتلات الجيل الخامس الروسية “Su-57″، مما يفتح المجال لتساؤلات حول إمكانية اختبار قدرات الباتريوت ضد هذه الطائرات الشبحية.

ورغم تفوق S-400 من حيث المدى، فإن قدرة باتريوت على الاندماج مع أنظمة الناتو تُعزز من فعاليته، خاصة مع الدعم الفني واللوجستي الأمريكي.

كما أن اختبار المنظومة في المغرب قد يمنح الولايات المتحدة فرصة نادرة لدراسة أداء الباتريوت في مواجهة الطائرات الشبحية الروسية.

ويعكس هذا التطور التزام المغرب بتعزيز قدراته الدفاعية في ظل التحديات الأمنية المتزايدة. فإلى جانب الباتريوت، استثمر المغرب في أسلحة متطورة أخرى، مثل دبابات “أبرامز M1A2 SEPv3” ومنظومات “HIMARS” الصاروخية، ما يعزز بنيته الدفاعية المتكاملة.

وتشير مصادر دفاعية إلى أن إدخال الباتريوت قد يسهم في تغيير ميزان القوى في المنطقة، حيث يمكن أن يشكل عامل ردع ضد أي تهديدات صاروخية أو جوية، خصوصًا في ظل الخلافات المستمرة مع الجزائر حول قضية الصحراء الغربية.

ومع استمرار وصول المعدات الدفاعية الأمريكية إلى المغرب، من المتوقع أن يخضع أفراد القوات المسلحة الملكية لتدريبات مكثفة على تشغيل وصيانة نظام باتريوت، بمشاركة مستشارين عسكريين أمريكيين.

ويعزز هذا التعاون العلاقة الاستراتيجية بين البلدين، خاصة وأن المغرب يُعد من أكبر مستوردي الأسلحة الأمريكية في إفريقيا.ويمثل نشر منظومة باتريوت في المغرب يمثل تطورًا لافتًا يعكس طموحات المملكة في بناء منظومة دفاعية حديثة وفعالة.

Share
  • Link copied
المقال التالي