يواصل المغرب تعزيز قدراته الدفاعية والجوية، حيث كشفت تقارير صحفية عن قيام القوات المسلحة الملكية باختبار منظومة الدفاع الجوي الأمريكية MIM-104 Patriot، في خطوة قد تُمهد لاقتناء رسمي لهذه المنظومة المتطورة.
وأظهرت صور متداولة على الإنترنت ثلاث مركبات مرتبطة بالنظام، من بينها وحدات الإطلاق، وهي تُنقل على شاحنات مدنية نحو قاعدة “ابن جرير” الجوية، ما يشير إلى عملية تقييم فني وتجارب تشغيلية قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن التعاقد.
ورغم عدم صدور أي تصريح رسمي من السلطات المغربية، يرى المراقبون العسكريون أن هذه الاختبارات تعكس نية جدية لاقتناء منظومة باتريوت، خاصة في ظل تنامي التحديات الأمنية الإقليمية.
وسبق أن كشفت إدارة التجارة الدولية الأمريكية في عام 2021 عن موافقتها على بيع المغرب منظومات باتريوت وطائرات استطلاع G550، ما يعزز احتمالية إدراج هذه الأنظمة ضمن الترسانة الدفاعية للمملكة.
ويُرجح أن المغرب قد اختار نسخة Patriot Advanced Capability-3 Missile Segment Enhancement (PAC-3 MSE)، والتي تُوفر تحسينات كبيرة في مدى الاشتباك والدقة.
وتتميز هذه المنظومة بقدرتها على اعتراض الطائرات على مسافة تزيد عن 160 كيلومترًا، والصواريخ الباليستية على مدى يفوق 35 كيلومترًا.
كما تعتمد على رادار AN/MPQ-65 الذي يُوفر تغطية بزاوية 360 درجة ويمكنه تتبع أكثر من 100 هدف في وقت واحد. وتستخدم صواريخ PAC-3 MSE تقنية الاصطدام المباشر (Hit-to-Kill) لتعطيل التهديدات عبر طاقة الحركة.
وتُعد هذه الخطوة جزءًا من تعاون دفاعي متزايد بين الرباط وواشنطن، حيث وافقت الولايات المتحدة في نوفمبر 2021 على صفقة بيع معدات عسكرية للمغرب بقيمة 4.25 مليار دولار، تضمنت 36 مروحية هجومية من طراز AH-64E Apache.
كما وقّع المغرب اتفاقيات تسليح تجاوزت 9 مليارات دولار مع الولايات المتحدة، شملت اقتناء 25 مقاتلة F-16، وأنظمة رادار متطورة لتعزيز المراقبة الجوية.
وتأتي هذه التطورات في سياق سباق تسلح متزايد بين المغرب والجزائر. ففي عام 2025، رفعت الجزائر ميزانيتها الدفاعية إلى 25.1 مليار دولار، مقابل 13.32 مليار دولار للمغرب.
كما عززت الجزائر ترسانتها الجوية بشراء مقاتلات Su-35 وSu-57 الروسية، وأنظمة الدفاع الجوي S-300، مما دفع المغرب إلى البحث عن قدرات دفاعية متطورة لموازنة التهديدات المحتملة.
ولا يقتصر تعزيز الدفاع الجوي المغربي على منظومة باتريوت، بل يشمل أيضًا اقتناء نظام Barak MX الإسرائيلي للدفاع الجوي والصاروخي، ضمن عقد بقيمة 500 مليون دولار.
ويسعى المغرب إلى بناء شبكة دفاع جوي متعددة الطبقات تجمع بين التكنولوجيا الأمريكية والإسرائيلية والفرنسية، لضمان حماية مجاله الجوي من مختلف التهديدات.
ويُشكل اختبار منظومة باتريوت خطوة جديدة في استراتيجية المغرب لتحديث قواته المسلحة وتعزيز دفاعاته الجوية، في ظل بيئة إقليمية متوترة.
ومع استمرار التنافس العسكري مع الجزائر، يبدو أن الرباط عازمة على امتلاك أحدث أنظمة الدفاع الجوي لحماية مجالها الجوي وتأمين سيادتها الوطنية.
تعليقات الزوار ( 0 )