Share
  • Link copied

المغرب يعزز تفوقه العسكري باقتناء طائرات “أقنجي” التركية المتطورة وإنشاء مصنع لإنتاج “الدرونز” محليًا

في خطوة تعكس التوجه الاستراتيجي للمغرب نحو تحديث قدراته الدفاعية وتعزيز مكانته كمركز صناعي عسكري في إفريقيا، بدأ المغرب رسميًا في استقبال أولى طائراته القتالية المسيرة “أقنجي” (Akinci)، التي تصنعها شركة “بايكار” (Baykar) التركية.

ووفقًا لمصادر عسكرية، فإن النسخة المغربية من هذه الطائرات المسيرة تُعدّ أكثر تقدمًا من بعض النماذج التي تم تصديرها إلى دول أخرى، ما يؤكد حرص المملكة على اقتناء أحدث التقنيات العسكرية لتعزيز دفاعاتها الجوية والقتالية.

وتُصنف طائرات “أقنجي” ضمن الدرونات القتالية الأكثر تطورًا في العالم، حيث تمتلك هيكلًا مزدوج المحركات التوربينية يمكّنها من التحليق على ارتفاع يتجاوز 12,000 متر، مما يمنحها قدرة تشغيلية كبيرة في مختلف الظروف القتالية.

كما تتميز هذه الطائرة بمدى طيران يتجاوز 24 ساعة، ما يتيح لها تنفيذ مهام طويلة المدى دون الحاجة إلى التزود بالوقود.

وتستطيع “أقنجي” حمل ما يصل إلى 1,500 كغ من الذخائر، تشمل:صواريخ كروز “SOM” بمدى يصل إلى 250 كلم، ما يتيح تنفيذ ضربات بعيدة المدى بدقة عالية.

كما تشمل أيضا على صواريخ جو-جو متطورة قادرة على إسقاط الطائرات المعادية على بعد 100 كلم، مما يعزز قدرة المغرب على السيطرة الجوية.

ومن الجدير بالذكر أن المملكة عملت خلال السنتين الماضيتين على تدريب مجموعات من الطيارين العسكريين المغاربة على تشغيل هذا النوع من الطائرات، لضمان الجاهزية الكاملة والاستفادة القصوى من إمكانياتها القتالية.

ولا تقتصر هذه الصفقة على تعزيز القدرات القتالية للمغرب فحسب، بل تترافق مع استثمار استراتيجي مهم يتمثل في إنشاء مصنع لصناعة الطائرات المسيرة تابع لشركة “بايكار” بالمملكة.

ويهدف هذا المشروع إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية، من بينها: إنتاج طائرات الدرون القتالية والانتحارية، وتجميع وصناعة قطع الغيار وصيانة المحركات، ثم تحويل المغرب إلى قطب تكنولوجي في صناعة الطائرات بدون طيار بإفريقيا.

وقد جاء هذا المشروع في إطار الاتفاقات التي تمت خلال معرض مراكش الدولي للطيران والفضاء، الذي نُظم في أكتوبر الماضي، حيث عُقدت لقاءات بين ممثلي وزارة الصناعة المغربية، والقوات المسلحة الملكية، ومسؤولي شركة “بايكار”، بهدف وضع أسس هذا التعاون العسكري والصناعي الاستراتيجي.

وتعكس هذه الخطوة رؤية المغرب لتعزيز تفوقه التكنولوجي في المجال العسكري، ليس فقط عبر اقتناء أحدث الطائرات المسيرة، بل أيضًا من خلال إرساء قاعدة صناعية دفاعية تمكنه من تقليل الاعتماد على الاستيراد وتطوير قدراته بشكل مستقل.

وبالنظر إلى التوترات الإقليمية والتحديات الأمنية في المنطقة، فإن تعزيز القوة الجوية المغربية عبر طائرات “أقنجي”، إلى جانب الاستثمار في التصنيع العسكري، يمنح المغرب تفوقًا استراتيجيًا يجعله واحدًا من الدول الرائدة في استخدام وتطوير الطائرات المسيرة على مستوى إفريقيا والعالم العربي.

Share
  • Link copied
المقال التالي