يواصل المغرب تعزيز مكانته في أمريكا اللاتينية والوسطى، كمنسق متميز في خدمة التعاون الثنائي والدفاع عن مصالحه الاستراتيجية وإشعاعه الدولي، ولكن أيضا خدمة للتعاون بين هذه المنطقة والقارة الإفريقية، على أساس تعددية الأطراف التي تعزز الأمن الجماعي وتستجيب لتوقعات شعوب الجنوب.
ووفقا للصحافة الإسبانية، فإنه وبعد طرد تايوان مؤخراً من برلمان أمريكا الوسطى بسبب الضغوط التي تمارسها الصين، تتوحد الرباط وبكين باعتبارهما الشريكين الوحيدين من خارج القارة في هيئة التكامل الإقليمي لمضاعفة الجهود والتحركات القوية، لإعطاء الزخم الضروري لهذا المحور الرئيسي للشراكة جنوب-جنوب، والذي أصبح أكثر أهمية في السياق الحالي.
ويرحب برلمان أمريكا الوسطى (PARLACEN) الذي يجمع الدول الناطقة بالإسبانية مثل غواتيمالا والسلفادور وهندوراس ونيكاراغوا وجمهورية الدومينيكان وبنما، الآن بالنظام الشيوعي في بكين كمراقب دائم، أو نوع من الشريك الخارجي الذي يراقب، يستمع وبشكل غير رسمي ويساهم بوجهات نظره في المداولات.
وفي هذا الإطار، أفادت صحيفة “eldebate” الإسبانية في تقرير لها يومه (الاثنين)، أن الصين ليست الدولة الوحيدة البعيدة ثقافيا التي تبدي اهتماما بهذا الفضاء السياسي في أمريكا الوسطى، بل إن المغرب يفعل ذلك أيضا منذ بعض الوقت.
وبحسب المصادر ذاتها، فإنه وفي 27 فبراير، أدت حياة العريش اليمين الدستوري في أمريكا اللاتينية، كمراقب دائم جديد لدى البرلمان المغربي نيابة عن مجلس النواب المغربي، لتحل محل أحمد لخريف، حيث انضم المغرب إلى برلمان أمريكا الوسطى بصفة مراقب دائم يوم 16 يونيو 2015، بعد التوقيع بالرباط على اتفاق التأسيس من قبل رئيسي مجلس النواب ومجلس المستشارين.
وأوضحت الصحيفة الإيبيرية، أنه وبهذه الطريقة، يتم توحيد جهود الصين والمغرب باعتبارهما الشريكين الوحيدين من خارج القارة في هيئة التكامل الإقليمي هذه، إلى جانب دول أقرب مثل المكسيك وفنزويلا وكومنولث بورتوريكو.
تجارب المغرب الرائدة
وأبرز الرئيس الجديد لبرلمان أمريكا الوسطى “البرلاسين”، أمادو سيرود أسيفيدو، مكانة المغرب وموقعه الجيوستراتيجي الذي يجعله “بوابة لدول المنطقة لمزيد من التعاون والتقارب مع الدول الإفريقية والعربية”، وذلك خلال لقاء مع للخريف “أهمية الاستفادة من التجارب الرائدة للمغرب خاصة في مجال الطاقات البديلة وفي السياسات المتعلقة بالهجرة”.
كما اتخذ رئيس الهيئة البرلمانية لأمريكا الوسطى موقفا بشأن قضية الصحراء المغربية، مشيرا إلى أنه فيما يتعلق “بالصراع المصطنع حول الصحراء المغربية”، فإن “بارلاسين” “يدعم كل الحلول والمبادرات السلمية التي تدعم التعايش”.
وأشار لخريف، ممثل المغرب حتى وقت قريب، إلى أن “الأولوية الممنوحة لتعزيز العلاقات مع برلمانات أمريكا اللاتينية ترتكز على خيار استراتيجي للمملكة لصالح تعزيز التعاون جنوب-جنوب، كما دعا إليه الملك محمد السادس”.
أما إسبانيا، من جانبها، التي تتمتع بعلاقة طبيعية مع المنطقة، فلم ترغب أو تمكنت من قبولها كمراقب دائم في هيئة التكامل الإقليمي هذه، التي، على الرغم من أنها ليست وظيفية للغاية، تحاول تكرار عمل البرلمان الأوروبي وأوروبا، وتتمتع بالسيادة الشعبية لدول أمريكا الوسطى، وجميعها ناطقة بالإسبانية، ولها علاقات مع إسبانيا أكثر من علاقاتها بالمغرب.
وخلص تقرير الصحيفة، إلى أنه “بالنسبة للرواية المغربية عن “الاحتلال الأسباني” لسبتة ومليلية، ربما يكون من المفيد أن يكون هناك حلفاء في تلك البلدان حيث يراكم اليسار الإسباني الأمريكي الاستياء ضد إسبانيا بسبب “ماضيها الاستعماري”، وأياً كانت المصالح الخاصة التي تبديها الرباط في المنطقة، فمن الواضح أن مدريد في حاجة ماسة إلى سياسة خارجية حازمة وفعّالة في أميركا الوسطى”.
تعليقات الزوار ( 0 )