Share
  • Link copied

المغرب يرفض اقتراح ترامب بشأن غزة.. دبلوماسية هادئة ورؤية استراتيجية لتعزيز دوره في تحقيق السلام في الشرق الأوسط وإفريقيا

قالت صحيفة “انترناشيونال بيزنس تايمز” البريطانية، إن المملكة المغربية رفضت، أخيرا، اقتراحًا قدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإعادة توطين الفلسطينيين النازحين.

وأوضحت، أن هذا الرفض، الذي لم يحظَ بتغطية إعلامية واسعة، يُظهر التزام المغرب الثابت بمواقفه السياسية والأخلاقية في القضايا الإقليمية.

وإلى جانب ذلك، يعزز المغرب مكانته في القارة الأفريقية من خلال ترشيح لطيفة أخرباش، وهي دبلوماسية وإعلامية مخضرمة، لمنصب نائب رئيس الاتحاد الأفريقي، في إطار سعيه لتعزيز دوره القيادي في الشؤون الأفريقية.

المغرب والاتحاد الأفريقي: طموحات قيادية

ويأتي ترشيح المغرب للطيفة أخرباش لمنصب نائب رئيس الاتحاد الأفريقي في إطار استراتيجية المملكة لتوسيع نفوذها في القارة.

وتمثل أخرباش، التي تتمتع بخبرة واسعة في مجال الإعلام والدبلوماسية، خيارًا قويًّا يعكس رؤية المغرب لتعزيز التعاون الأفريقي ودفع أجندة التنمية والأمن في القارة.

ويُعتبر هذا الترشيح جزءًا من الجهود المغربية لتعزيز مكانتها في المحافل الدولية، خاصة بعد عودتها إلى الاتحاد الأفريقي في عام 2017.

اقتصاد قوي: نمو مستدام واستثمارات أجنبية

وتحقيقًا لرؤية الملك محمد السادس، الذي تولى العرش منذ عام 1999، شهد المغرب إصلاحات سياسية واقتصادية ساهمت في تحقيق نمو مستدام.

ووفقًا لصندوق النقد الدولي، من المتوقع أن ينمو الاقتصاد المغربي بنسبة 3.2% في عام 2024 و3.9% في عام 2025، مما يضعه بين الاقتصادات الأكثر قوة في شمال غرب أفريقيا. ويُساهم قطاع التصنيع، خاصة في مجالات السيارات والفضاء، في تعزيز هذا النمو.

ويُعدّ ميناء طنجة المتوسط، الذي تعامل مع أكثر من 10 ملايين حاوية في عام 2022، مركزًا لوجستيًا رئيسيًا يربط بين الأسواق الأوروبية والشرق أوسطية.

بالإضافة إلى ذلك، تستضيف المنطقة الصناعية “ميدبارك” في الدار البيضاء شركات رائدة في مجال صناعة الطيران مثل “سافران”، مما يعكس قدرة المغرب على جذب استثمارات أجنبية عالية القيمة.

السياحة: قطاع حيوي يساهم في النمو

وتُعدّ السياحة أحد الركائز الأساسية للاقتصاد المغربي، حيث تجاوز عدد الزوار 17 مليون سائح في عام 2024، مسجلاً رقمًا قياسيًا جديدًا.

كما أن استضافة المغرب، بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، لكأس العالم 2030، قد دفعت الحكومة إلى استثمار أكثر من 5 مليارات دولار في البنية التحتية، بما في ذلك تحديث الملاعب وتحسين شبكات النقل وتوسيع المرافق السياحية.

ومن المتوقع أن تعزز هذه الاستثمارات التعافي الاقتصادي بعد جائحة كوفيد-19، وتُحافظ على الاهتمام العالمي بالمملكة.

المغرب وبريطانيا: شراكة استراتيجية في مرحلة ما بعد بريكست

وتتوافق التطورات الاقتصادية والدبلوماسية المغربية مع استراتيجية بريطانيا “بريطانيا العالمية”، التي أُعلنت في عام 2021.

وتتضمن هذه الاستراتيجية توسيع الوجود الدبلوماسي والتجاري البريطاني خارج أوروبا، مع التركيز على أفريقيا كمنطقة ذات إمكانات عالية.

وبفضل قيادة الملك محمد السادس ودور المغرب كبوابة إلى شمال أفريقيا وجنوب الصحراء، أصبحت المملكة شريكًا جذابًا للشركات البريطانية التي تسعى إلى تنويع سلاسل التوريد وفتح أسواق جديدة.

التحديات والفرص: المغرب في مواجهة المنافسة الإقليمية

وعلى الرغم من النجاحات التي يحققها المغرب، إلا أن طموحاته في الاتحاد الأفريقي تواجه مقاومة، خاصة من الجزائر. ومع ذلك، يواصل المغرب تعزيز دوره في صنع القرار الأفريقي، مستفيدًا من علاقاته القوية مع أوروبا والشرق الأوسط وشبكة من الدول الأفريقية التي تربطه بها شراكات استراتيجية.

الأمن والاستقرار: المغرب كشريك إقليمي

ويلعب المغرب دورًا مهمًا في تعزيز الاستقرار الإقليمي، خاصة في منطقة الساحل الأفريقي التي تواجه تحديات أمنية كبيرة. ومن خلال مبادرات تبادل المعلومات والمساعدة المباشرة، يدعم المغرب الحكومات الأفريقية في مواجهة العنف المسلح وعجز الحوكمة.

ويجذب هذا الدور اهتمام الدول الغربية، بما في ذلك بريطانيا، التي تسعى إلى تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب ودعم التنمية في أفريقيا.

مغرب المستقبل بين الطموحات والتحديات

وبينما يواصل المغرب تعزيز مكانته كقوة إقليمية ودولية، تبقى التحديات قائمة، خاصة في ظل المنافسة مع الجزائر والخلافات حول قضية الصحراء الغربية المغربية.

ومع ذلك، فإن السياسات العملية والتحرر الاقتصادي الذي تنتهجه المملكة يجعلها شريكًا استراتيجيًا للدول التي تسعى إلى تعزيز وجودها في أفريقيا، بما في ذلك بريطانيا في مرحلة ما بعد “بريكست”.

وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، يُثبت أنه لاعب رئيسي في المشهد الأفريقي والدولي، مع طموحات لا تُعرف حدودها.

Share
  • Link copied
المقال التالي