Share
  • Link copied

المغرب يرشح المخازن الجماعية للإدراج ضمن لائحة التراث العالمي لـ”اليونسكو”

استقرت وزارة الشباب والثقافة والاتصال على المخازن الجماعية كمُرشحة للإدراج ضمن لائحة التراث العالمي لليونسكو، وقد بدأت الوزارة في إعداد ملف الترشيح.

وفي رده على سؤال كتابي للبرلمانية نعيمة الفتحاوي، عن المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، قال وزير القطاع المهدي بنسعيد عن المخازن الجماعية “إنها إحدى سمات المعمار القروي العريق بالمملكة المغربية، وتعرف تمركزا في مناطق الأطلس الكبير الشرقي والأطلس الصغير الغربي، وسهل سوس، وأودية ما قبل الصحراء بجنوب المغرب”، وأضاف أيضا “هي من الشواهد الحضارية التي تجسد الإبداع الأصيل الناتج عن التفاعل المتواصل بين الإنسان ومحيطه المجالي والبيئي”.

كما برر الوزير ذاته سبب الاختيار بقوله “إنه جاء حرصا من قطاع الثقافة على التعريف بهذا التراث وصونه، وإبرازه كإحدى سمات الثقافة المادية المغربية والأمازيغية، ورغبة في إدماج هذا العنصر في التنمية المحلية بالمناطق القروية التي ينتمي إليها، فقد قرر إعداد ملف لترشيح المخازن الجماعية لإدراجها ضمن لائحة التراث العالمي لليونسكو”.

واعتبر الوزير أن هذا الترشيح، هو “الأول من نوعه في بلادنا”، بحكم كونه ترشيحا متعددا أو متسلسلا، حيث يضم عددا من المعالم التاريخية التي تجسد عنصرا تراثيا واحدا موزعا على مناطق مختلفة بالمغرب، ويتميز الترشيح أيضا، بحسب الوزير، بخاصية توفره على جانب غير مادي، يشمل العادات والتقاليد والمعتقدات المرتبطة بتدبير المخازن الجماعية.

وأشار بنسعيد إلى أنه قد تم تشكيل لجنة من الخبراء الوطنيين، عهد إليها بإعداد الملف العلمي والتقني، والتي ستقيم ندوة في غضون الأسابيع المقبلة، لوضع التصور الفني والإجرائي، على أن يتم استدعاء خبراء دوليين من اليونسكو، للمساهمة في أشغال الندوة.

وتتواجد المخازن الجماعية في عدد من مناطق المملكة، منها تلك المتواجدة في منطقة سوس ماسة، والمعروفة باسم “إكودار” باللسان الأمازيغي.

ويتميز الهيكل الهندسي لـ”إكودار”، وهي صيغة جمع لكلمة “أكادير”، بكونه يضم اثنين إلى أربعة أبراج، وتعد فضاءات جماعية خاضعة لحراسة دقيقة، حيث لا تتوفر إلا على مدخل واحد، مفتاح بابه في عهدة حارس يحمل لقب “لامين”، وهو اسم يحمل دلالات عميقة تحيل على “الأمن” و”الأمانة”.

داخل هذه المخازن الجماعية، يتم الائتمان على أشياء وممتلكات لأفراد الجماعة التي يتبع لها المخزن الجماعي (أكادير)، الذي يحتوي على غرف جد صغيرة، تشكل خزانة أمينة للحفاظ على أثمن الأشياء التي يمتلكها أفراد القبيلة مثل عقود البيع والشراء، وعقود الزواج، والمجوهرات، وعقود إثبات الملكية العقارية، وكذا بعض المواد الغذائية من قبيل الحبوب والتمور والتين المجفف والعسل والزعفران، والزيت وغيرها.

Share
  • Link copied
المقال التالي