كشفت تقارير إعلامية إسبانية، أن المغرب بسط سيطرته بالفعل على حوالي 20 في المائة من المجال الجوي للصحراء، وسط أنباء عن وجود مفاوضات سرية بين الرباط ومدريد، من أجل طي هذا الملف العالق منذ 1976.
وقال موقع “elindependiente”، نقلاً عن مصادر وصفها بـ”الموثوقة”، إن المغرب، يدير بالفعل حوالي 20 في المائة من المجال الجوي للصحراء، وذلك في تعليق بخصوص المحادثات السرية بين الرباط ومدريد بهذا الشأن.
وأوردت الصحيفة الإسبانية، أن السلطات المغربية، لجأت إلى إقامة مناطق حظر طيران لإجراء مناورات عسكرية مفترضة مثل ممارسات إطلاق النار التي أدت إلى تعديل خرائط الإدارة الجوية.
وذكّر المصدر، أنه بعد 48 سنة من خروج الاحتلال الإسباني من المنطقة، ما يزال المجال الجوي تحت إدارة جزر الكناري، بناء على خريطة المنظمة الدولية للطيران المدني، التابعة للأمم المتحدة.
وإلى جانب مناطق الحظر التي فرضها المغرب، فإن التواصل منعدم مع المطارات المتواجدة في المنطقة، والأمر يتعلق على وجه الخصوص، بمطار الحسن الأول في العيون، ومطار الداخلة الدولي.
ووفق الموقع نفسه، فإن وثيقة حصل عليها، تؤكد أن “المغرب، أنشأ أربع مناطق خطرة في المجال الجوي لمعلومات الطيران لجزر الكناري”، وهي مناطق “منشورة فقط في الوكالة المغربية للطيران”، ويتم التحكم فيها بشكل كامل، من قبل المملكة، دون أي تنسيق مع جزر الكناري.
وأوضح المصدر، أن هناك مخاوف في الأرخبيل الإسباني، من أن مدريد، تضع اللمسات الأخيرة على قرار “التنازل عن توفير خدمات الملاحة الجوية في المجال الجوي للصحراء (ATS)، لصالح المغرب، بحجة أن الأمر لا يتعلق بالمجال الجوي، بل فقط بتوفير خدمة “ATS”، كما أشار خافيير أرماس، عضو مجلس الشيوخ في سؤال للحكومة.
وبالرغم من اعتراف رئاسة الوزراء في مارس 2013، بوجود مفاوضات مع المغرب في هذا الشأن، قالت إنها “تقتصر على إدارة المجال الجوي والتنسيق بين الطرفين من أجل تحقيق قدر أكبر من الأمن في الاتصالات والتعاون الفني”، إلا أن وزارة الخارجية في حكومة مدريد، أنكرت مؤخرا هذا الأمر، وسمت الحديث عنه بـ”النظريات الغريبة”.
وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، الأسبوع الماضي، بمجلس النواب، في رده على سؤال حول “النقل الوشيك للمجال الجوي”، إن ما يتم ترويجه “خدعة” من حزب الشعب، متابعاً أن “هناك خارطة طريق واضحة وشفافة بين إسبانيا والمغرب، والتي يجري تنفيذها.
وأوضح ألباريس، أن قرارات شركات الطيران الخاصة تتم بين شركات خاصة والجهات المختصة في مجال الطيران المدني، وبالتالي “هي قرارات على المستوى الفني”، حسب تعبيره، وذلك في رده على فتح خطوط جديدة من قبل الشركة “رايان إير” بين الداخلة بالصحراء المغربية، ومدريد ولانزاروت.
تعليقات الزوار ( 0 )