Share
  • Link copied

المغرب يحقق انتصارات دبلوماسية في قضية الصحراء: خبير أممي يؤكد شرعية السيادة المغربية

تشهد منطقة شمال إفريقيا تحولات سياسية متسارعة، تستجيب للتغيرات والتحديات التي يواجهها العالم. ومع ذلك، تظل قضية الصحراء المغربية العقبة الأبرز أمام تطبيع العلاقات بين دول المنطقة، وفقا عدد من الخبراء.

وفي الوقت الذي أعلن فيه العاهل المغربي الملك محمد السادس عن استعداد بلاده لفتح صفحة جديدة مع الجارة الجزائر، رد النظام الجزائري بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، ومنع الطيران المغربي من عبور المجال الجوي الجزائري، وفرض تأشيرات دخول على المواطنين المغاربة.

وبررت الجزائر إجراءاتها هذه باتهامها المغرب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وذلك عقب الاتفاق الثلاثي بين الولايات المتحدة والمغرب وإسرائيل الذي أعاد العلاقات المغربية الإسرائيلية إلى سابق عهدها.

وفي أعقاب الانتصارات الدبلوماسية التي حققها المغرب في قضية الصحراء، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن المتتالية الداعمة لمقترح الحكم الذاتي، والدعم الدولي المتزايد لحل المغرب، واعتراف الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، تجدد الاهتمام بدراسة مراحل هذه القضية وتحليل وجهات النظر التي تلقي الضوء على صراع يوصف في كثير من الأحيان بأنه مفتعل وتراث من مخلفات الحرب الباردة.

وفي هذا الصدد، أجرى موقع Africapresse.Paris مقابلة حصرية مع جوليان هارستون، مساعد الأمين العام السابق للأمم المتحدة في عهد بان كي مون.

وهارستون خبير معترف به في شأن الصحراء الغربية المغربية، وكان رئيسا سابقا لبعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء (مينورسو).

وفي هذه المقابلة، حلل النتائج الإيجابية لزيارة الدولة التي قام بها إيمانويل ماكرون إلى المغرب وأعاد التأكيد بقوة على السيادة المغربية على أقاليمه الجنوبية – وهي خطوة رائدة بالنسبة لمسؤول رفيع المستوى في الأمم المتحدة.

وقد أسعدت زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى المغرب جميع المغاربة. وعندما سُئل هارستون عن الفوائد الملموسة التي ستعود من المصالحة الفرنسية المغربية، أجاب جوليان هارستون: “إن تصريح ماكرون الداعم للحكم الذاتي للصحراء المغربية، كما يقترحه الملك محمد السادس، وإعلان افتتاح قنصلية فرنسية في العيون أو الداخلة، يمثلان اعترافا تاريخيا بالحكم الذاتي المغربي. وهذا القرار جلب فرحة كبيرة للمغاربة”.

كما سُئل هارستون عما إذا كان انحياز فرنسا إلى جانب المغرب، كما فعلت الولايات المتحدة قبل أربع سنوات، سيقدم نموذجا يحتذى به من قبل دول أخرى. فأجاب جوليان هارستون: “في حين أن هذا القرار قد يخلق توترات مع الجزائر، إلا أنه يمثل نهاية محاولة ماكرون لموازنة العلاقات مع كل من المغرب والجزائر”.

كما أعرب هارستون عن أمله في أن تحذو دول أخرى، بما في ذلك المملكة المتحدة، حذو فرنسا خلال العامين المقبلين.

وتم سؤال هارستون عما هي الفوائد الملموسة التي ستعود من المصالحة الفرنسية المغربية؟ فأجاب بأن زيارة ماكرون عززت العلاقات الاقتصادية، حيث أعرب المستثمرون الفرنسيون عن تفاؤلهم بالفرص المتاحة في المغرب.

وبحسب المصدر ذاته، فإن تجديد الثقة بين فرنسا والمغرب أمر حيوي لتحسين العلاقات التجارية بين أوروبا وأفريقيا، حيث تكتسب أفريقيا أهمية متزايدة بالنسبة لأوروبا.

وفي خطابه الذي ألقاه في 6 نوفمبر، أكد الملك محمد السادس على أن “الأمم المتحدة قد حان الوقت لتحمل مسؤوليتها” بشأن هذه القضية الحساسة.

وقال هارستون إن هذا الخطاب كان دقيقا ومهمًا، وإن الملك محمد السادس سلط الضوء على الروابط التاريخية القوية بين سكان الصحراء والمغرب، مع الاحتفال بالاعتراف الدولي بمقترح الحكم الذاتي المغربي.

وحث هارستون الأمم المتحدة على اتباع نهج واقعي، ودعم الحكم الذاتي المغربي المشروع.

وسُئل هارستون لماذا تجدون أن حكم المغرب الذاتي على الأقاليم الجنوبية (المنطقتين 11 و 12) شرعيا ولا يقبل الجدال؟ فأجاب بأن هوية الصحراء المغربية متأصلة بعمق في التاريخ.

Share
  • Link copied
المقال التالي