كشف تقرير صادر عن رابطة مصنعي السيارات الأوروبيين (ACEA) عن تباين كبير في أداء صناعة السيارات بين مناطق العالم خلال العام الماضي، حيث شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نمواً طفيفاً في الإنتاج بنسبة 0.4%، في حين تراجعت أوروبا بشكل ملحوظ بنسبة تجاوزت 6%.
وأبرز التقرير أن المغرب كان من أبرز اللاعبين في المنطقة، حيث سجل نمواً قوياً في إنتاج السيارات بنسبة 12%، ليصل إلى نصف مليون مركبة في عام 2024.
ويعزى هذا النمو إلى الاستثمارات الكبيرة في قطاع صناعة السيارات بالمغرب، الذي أصبح مركزاً إقليمياً لتصنيع وتصدير المركبات إلى الأسواق الأوروبية والإفريقية.
وفي المقابل، شهدت إيران تراجعاً في الإنتاج، مما أثر على النمو الإجمالي للمنطقة. ومع ذلك، فإن الأداء القوي للمغرب ساعد في تعويض هذا التراجع، مما يعكس تنافسية القطاع الصناعي في البلاد.
وعلى الجانب الآخر، واجهت صناعة السيارات في الاتحاد الأوروبي تراجعاً حاداً، حيث انخفض الإنتاج بأكثر من 6% خلال العام الماضي.
وكانت إيطاليا الأكثر تأثراً، حيث تراجع إنتاجها بنسبة 43%، تليها بلجيكا بنسبة 31%، ثم فرنسا ورومانيا. وعلى الرغم من ذلك، سجلت إسبانيا زيادة طفيفة في الإنتاج، مما جعلها تحتل المرتبة الثانية في قائمة أكبر الدول المنتجة للسيارات في الاتحاد الأوروبي، بعد ألمانيا التي تصدرت القائمة بإنتاج بلغ أربعة ملايين مركبة.
وعلى الصعيد العالمي، بلغ إنتاج السيارات في عام 2024 حوالي 75.5 مليون وحدة، بينما تجاوزت المبيعات العالمية 74 مليون وحدة، مسجلة نمواً بنسبة 2% مقارنة بالعام السابق.
وسيطرت الصين على الحصة الأكبر من السوق العالمية بنسبة 31% من إجمالي المبيعات، في حين تراجعت المبيعات في اليابان وكوريا الجنوبية.
وفيما يتعلق بصناعة الحافلات، أشار التقرير إلى نمو طفيف في تجارة الاتحاد الأوروبي، حيث ارتفعت الواردات بينما انخفضت الصادرات بأكثر من 19%. ويعكس هذا التراجع في الصادرات التحديات التي تواجهها الصناعة الأوروبية في الأسواق العالمية.
ويظهر التقرير أن صناعة السيارات العالمية تشهد تحولات كبيرة، مع تراجع أوروبا وصعود مناطق مثل الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خاصة المغرب، الذي أصبح لاعباً رئيسياً في السوق الإقليمية.
وفي الوقت نفسه، تواصل الصين تعزيز هيمنتها على السوق العالمية، مما يضع أوروبا أمام تحديات كبيرة في الحفاظ على موقعها التنافسي.
ومع استمرار التغيرات في الأسواق العالمية، يتوقع الخبراء أن تشهد الصناعة مزيداً من التحولات، خاصة مع تزايد التركيز على السيارات الكهربائية والتقنيات الحديثة، مما قد يعيد تشكيل خريطة الإنتاج والتصدير في السنوات المقبلة.
تعليقات الزوار ( 0 )