في خطوة جريئة لمواجهة تحديات الجفاف، حقق المغرب نجاحاً كبيراً في تنفيذ مشروع الطرق المائية، الذي يعتبر أحد أكبر مشاريع البنية التحتية المائية في البلاد.
وبعد مرور عام على تدشين هذا المشروع الطموح، تمكنت المملكة من نقل ما يقارب 484 مليون متر مكعب من المياه بين حوضي سبو وأبو ورقراق. هذا الإنجاز تجاوز التوقعات الأولية، حيث كان الهدف المحدد هو نقل ما بين 350 و400 مليون متر مكعب سنويًا.
ويهدف مشروع الطرق المائية إلى نقل المياه من المناطق الغنية بالمياه إلى المناطق التي تعاني من نقص، خصوصاً خلال فترات الجفاف. كما يهدف إلى تقليل كمية المياه التي تتسرب إلى المحيط الأطلسي من حوض بورقراق.
وساهم المشروع في ضمان إمدادات المياه الصالحة للشرب لملايين السكان في مدن الرباط والدار البيضاء، كما ساعد المشروع في تخفيف آثار الجفاف على الزراعة والصناعة، ويعد هذا المشروع خطوة مهمة في تعزيز الأمن المائي للمغرب.
ويعتبر مشروع الطرق المائية نموذجاً عالمياً ناجحاً في مجال إدارة المياه، خاصة في ظل التحديات المناخية المتزايدة، وقد أثارت هذه التجربة إعجاب العديد من الدول، خاصة تلك التي تعاني من شح المياه، مثل إسبانيا واليونان وإيطاليا.
وتهدف الحكومة المغربية إلى زيادة كمية المياه المنقولة عبر الطرق المائية إلى 15 مترًا مكعبًا في الثانية. كما تخطط لبناء 179 سداً كبيراً بحلول عام 2027، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من مخزون المياه في البلاد.
ويعتبر مشروع الطرق المائية إنجازاً كبيراً للمغرب، ويؤكد على التزام الحكومة بتوفير المياه الشروب وتحقيق الأمن المائي للبلاد. ويمثل هذا المشروع نموذجاً يحتذى به في مجال إدارة المياه في ظل التغيرات المناخية.
تعليقات الزوار ( 0 )