قال الشرقاوي الروداني، الخبير في الدراسات الجيو-إستراتيجية والأمنية، إن التحولات العميقة في المشهد الأمني العالمي، والتي تتميز بتزايد التهديدات الهجينة وتفكك التوازنات التقليدية، تعزز أهمية الشراكات الاستراتيجية بين القوى الكبرى والدول المحورية.
وأكد أن المغرب، بفضل موقعه الجيو-إستراتيجي وانخراطه المتزايد في الديناميكيات الأمنية الإقليمية والدولية، أصبح فاعلًا رئيسيًا في معادلات الدفاع والأمن في المنطقة.
وأوضح في مقال تحليلي له على مجلة “مودرن بوليسي” الأمريكية أن الولايات المتحدة تبنت خلال السنوات الأخيرة نهجًا دفاعيًا يقوم على الردع التكيفي وتعزيز استقلالية الحلفاء في إطار مفهوم القدرة على القتال في حروب الناتو (NWCC) وآليات الردع والدفاع في منطقة اليورو-الأطلسية (DDA).
وفي هذا السياق، أضحى المغرب شريكًا أساسيًا في الاستراتيجية الأمريكية، حيث تجسد ذلك من خلال التدريبات العسكرية المشتركة مثل مناورات “الأسد الإفريقي”، فضلاً عن تعميق الحوار الأمني مع الناتو.
وأضاف الروداني أن المغرب يتبنى مقاربة متقدمة ترتكز على “الدفاع 5.0″، الذي يعتمد على المزج بين التقنيات الحديثة، مثل الأمن السيبراني والتفوق الكهرومغناطيسي، وبين المرونة العملياتية في التعامل مع التهديدات غير التقليدية.
ويمنحه موقعه الجغرافي بين المحيط الأطلسي، البحر المتوسط، ومنطقة الساحل قدرة استراتيجية تجعله محورًا في جهود مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.
وأشار إلى أن الشراكة العسكرية بين المغرب والولايات المتحدة تشمل مجالات متعددة، من بينها تعزيز القدرات الدفاعية، نقل التكنولوجيا، وتطوير أنظمة الأمن السيبراني.
كما أن اقتناء المغرب لأسلحة متقدمة، مثل مروحيات AH-64E Apache، يعكس طموحه في تعزيز تفوقه العسكري.
ويرى الروداني أن هذه الشراكة تتجاوز التعاون العسكري لتشمل بعدًا أمنيًا أوسع يرتكز على تقوية منظومة الردع الإقليمي وتعزيز الاستقرار في شمال إفريقيا والساحل.
وأكد أن المغرب، بفضل رؤيته الاستراتيجية وتحديث عقيدته الدفاعية، يرسخ دوره كفاعل محوري في إعادة تشكيل التوازنات الأمنية الدولية، ليس فقط كشريك استراتيجي للولايات المتحدة، ولكن أيضًا كدولة مؤثرة في بنية الأمن الإقليمي والعالمي.
تعليقات الزوار ( 0 )