Share
  • Link copied

المغرب وإسرائيل يتخذان خطوات “صغيرة” بشأن العلاقات الدبلوماسية والاجتماعية والاقتصادية

قالت رينا باسيست، الصحافية الإسرائيلية والمراسلة الدولية، إنّ العلاقات الدبلوماسية بين الحكومة المغربية ونظيرتها الإسرائيلية لا تتقدم بنفس الوتيرة التي تسير بها العلاقات مع دول عربية مثل الإمارات والبحرين، لافتة إلى أن إسرائيل ترى اتجاهات إيجابية في العلاقات مع المغرب.

وأضافت رينا في تقرير لها أعدَّته على موقع «المونيتور» الإخباري، أنّّ الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين كان في الولايات المتحدة هذا الأسبوع، في زيارة وداع قبل نهاية ولايته في 9 يوليوز، وكجزء من برنامج زيارته، شارك 21 سفيراً في حفل أقيم في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، كان من بينهم عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة.

وأوضحت الكاتبة، أن المبعوث المغربي لدى الأمم المتحدة عمر هلال الذي فاجأ المشاركين الآخرين بتواجده، حيث لم يحضر الحدث فحسب، بل اختار أيضًا مخاطبة التجمع، في إشارة علنية إلى اتفاقيات التطبيع الموقعة بين إسرائيل والدول العربية، بما في ذلك المغرب.

وأشار الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة ورئيس لجنة الإعلام بالجمعية العامة، حسب الصحافية الإسرائيلية، إلى أنه يعتبر هذا التطور تاريخيًا، مشيدًا باستعداد إسرائيل للتوصل إلى هذه الاتفاقيات، ومعربًا عن تفاؤله بمستقبل المنطقة، وأنه “لا يوجد بديل للسلام”.

واعتبرت المراسلة ذاتها، أنّ الخطاب العام لهلال يمثل خطوة أخرى في بناء العلاقات الثنائية بين إسرائيل والمغرب، وعلى عكس العلاقات سريعة التطور بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين، فإن العلاقات مع المغرب تستغرق وقتها، بل إنها تتراجع في بعض النقاط.

وفي 16 ماي على سبيل المثال، ظهر رئيس الحكومة المغربي سعد الدين العثماني على قناة الجزيرة، مشيرًا إلى أن المملكة “ترفض بشكل قاطع جميع الانتهاكات التي تمس الوضع القانوني للمسجد الأقصى والقدس الشريف”.

وأضاف، أن “المغرب يضع القضية الفلسطينية ومسألة القدس الشريف على رأس قائمة اهتماماته ويعتبرها لا تقل أهمية عن قضيته الوطنية”، كما بعث العثماني في 24 ماي، برسالة إلى زعيم حماس إسماعيل هنية، يقدّم فيها “أحر التهاني” بـ “الانتصار الذي حققه الشعب الفلسطيني والمقاومة بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين فصائل المقاومة والكيان الصهيوني”.

ولفت التقرير، إلى أن إسرائيل لم ترد بشكل مباشر على تصريحات العثماني، وقال مصدر دبلوماسي في وزارة الخارجية لـ “المونيتور”، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن لا أحد في إسرائيل يتوقع ظهور علاقات قوية مع الرباط بين عشية وضحاها، كما هو الحال مع أبو ظبي.

وتابع المصدر ذاته، أن الأمر سيستغرق وقتًا أطول، وفي مسار مختلف مع الإمارات، هناك سيل من المشاريع والمبادرات الاقتصادية، فضلاً عن الأفكار الشيقة للتعاون بين المجتمعات المدنية، وربما لن يكون هذا هو الحال مع المغرب، لا سيما فيما يتعلق بالمجتمع المدني المغربي المرتبط بشدة بالقضية الفلسطينية.

ومن الواضح أن الإسرائيليين من أصل مغربي والمبعوث المغربي إلى إسرائيل عبد الرحيم بيود لا يردعهم بطء وتيرة الرباط في تطوير علاقاتها مع إسرائيل، وبعد وقت قصير من إقامة العلاقات الدبلوماسية في العام الماضي، بادر رئيس الاتحاد الدولي لليهود المغاربة سام بن شطريت بتأسيس لجنة الصداقة الإسرائيلية المغربية، بهدف تعزيز التعاون بين الشعبين.

وفي الثامن من يونيو، عقدت اللجنة أول اجتماع رسمي لها، حيث شارك رحيم بيود في الاحتفال، إلى جانب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات وشخصيات عامة إسرائيلية أخرى، كما أن مكتب الاتصال للمملكة المغربية في إسرائيل يحتفظ بحساب تويتر نشط للغاية، باسم المغرب في إسرائيل.

ومن خلال البحث في الحساب، يتضح أن رحيم بيود يعمل بلا كلل للوصول إلى قطاعات مختلفة داخل المجتمع والثقافة والاقتصاد الإسرائيلي، وفي يونيو، على سبيل المثال، التقى برئيس بلدية بيت شيمش أليزا بلوش والجالية المغربية المحلية، وزار بلدة العفولة الشمالية، وجامعة بئر السبع بن غوريون في الجنوب والتقى برئيس بلدية تل أبيب رون هولداي.

كما أشادت الصحافة المحلية في العفولة بزيارة رحيم بيود في مدينتهم ووصفتها بأنها تاريخية، مشيرة بفخر إلى أن هذه كانت واحدة من أولى زياراته لبلدة إسرائيلية. كما أشارت إلى أن المبعوث المغربي نقل إلى جالية العفولة المغربية تحيات الملك الحارة.

وبالموازاة مع ذلك، تتحسن الأمور أيضًا على المستوى الاقتصادي، حيث زعمت تقارير في السنوات الأخيرة أن المغرب قد جلب معدات اتصالات عسكرية إسرائيلية وحتى طائرات بدون طيار عبر أطراف ثالثة، مثل الشركات الفرنسية. وتأمل الشركات الإسرائيلية الآن أن تتم مثل هذه الصفقات مباشرة، دون تدخل أطراف ثالثة.

ومن الأدوات المهمة في تسهيل مثل هذه الصفقات قرار 18 يونيو الصادر عن الشركة الإسرائيلية العامة للتأمين ضد مخاطر التجارة الخارجية، حيث أعلنت الشركة أنها خصصت 200 مليون دولار لتأمين المصدرين للمغرب و100 مليون دولار لتأمين المصدرين للبحرين.

وفي ختام تقريرها، أشارت الكاتبة إلى أنه في فبراير، عقد معهد التصدير الإسرائيلي ندوة خاصة عبر الإنترنت حول إدارة الأعمال التجارية مع المملكة، ولاحظ المنظمون في ذلك الوقت أن العديد من الشركات الإسرائيلية كانت مهتمة وحريصة على معرفة المزيد حول أفضل السبل لممارسة الأعمال التجارية هناك بمفردها، دون وسطاء أوروبيين، ومباشرة مع الشركاء المغاربة.




Share
  • Link copied
المقال التالي