اتفقت حكومتا إسبانيا والمغرب، على إجراء تجربة جديدة في الأيام المقبلة، لمركزي الجمارك التجارية في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، في كلا الاتجاهين، وذلك بعد الاجتماع المنعقد الأربعاء الماضي بمدريد.
وكشفت وكالة الأنباء الإسبانية “EFE”، أن الاجتماع، أتاح فرصة إحراز تقدم هام في المفاوضات بين البلدين، من أجل فتح معابر سبتة ومليلية بشكل كامل في وجه الأشخاص والبضائع.
وأضافت أن الحوار الذي جمع المسؤولين المغاربة والإسبان في مدريد، والذي تم في جو من الشفافية والثقة والتعاون، سمح بإحراز تقدم كبير في بعض المعوقات العالقة.
وقرر الوفدان إجراء اختبار جديد في جمارك سبتة ومليلية مع المغرب، وهو الثالث من نوعه، في كلا الاتجاهين، دوزن تحديد موعد لبدء هذه العملية التي ذكرت وكالة الأنباء الإسبانية، بأنها ستحدث “قريبا”.
ويزيد تأخر الافتتاح الكامل لمعابر مدينتي سبتة ومليلية، إلى جانب مركزي الجمارك، الضغوط على حكومة بيدرو سانشيز، التي أعلنت منذ تحسن العلاقات مع المغرب، عن قرب حلّ هذا الملفّ، دون أن يحدث أي شيء.
إسبانيا تسعى لتقريب سبتة ومليلية من أوروبا
ويرى مراقبون، أن المشكل العالق الوحيد بين البلدين بخصوص مدينتي سبتة ومليلية، ومعابرهما، يرتبط بالأساس، بسعي إسبانيا إلى تقريبهما من أوروبا، لتكريس احتلالها لهما.
وتطمح الحكومة الإسبانية، إلى فرض تأشيرة لدخول مدينتي ستبة ومليلية، على ساكنة إقليمي المضيق الفنيدق، والناظور، على التوالي، باعتبارهما، حسب مسؤولي مدريد، جزءاً من المملكة الإيبيرية.
وإلى جانب ذلك، تسعى إسبانيا أيضا، إلى افتتاح جمارك تجارية دولية في المدينتين، وهو الأمر الذي يرفضه المغرب بالمطلق، ويطالب بضرورة أن يكون المركزان إقليميان فقط.
عواقب اقتصادية على المغرب
وإلى جانب أن الخطوة الأخيرة، ستساهم في تكريس احتلال المدينتين، وستعد اعترافاً صريحا من الرباط، بسيادة إسبانيا عليهما، فإن لها عواقب اقتصادية وخيمة على المملكة.
ومن شأن افتتاح مركزين جمركيين دوليين في سبتة ومليلية، حسب مراقبين، التأثير على ميناء طنجة المتوسط حاليا، والناظور غرب المتوسط مستقبلاً.
وأوضح مراقبون، أن البضائع القادمة من الضفة الأوروبية، ستوجه لمركزي سبتة ومليلية لدخول المغرب، بدل مرورهما عبر ميناءي طنجة والناظور، وبالتالي خسارة البنيتين لأرباح مهمة.
تعليقات الزوار ( 0 )