يعمل فريق مغربي مكون من أكثر من 120 شخصًا، بين عمال ومترجمين ومنسقين، على تنظيف المناطق المتضررة من الفيضانات التي اجتاحت إسبانيا مؤخرًا بسبب ظاهرة “دانا” الجوية.
وقد نجح الفريق، الذي يضم متطوعين من مدن مغربية مثل طنجة والدار البيضاء والرباط، في تصريف المياه من بين 150 إلى 200 مرآب، بالإضافة إلى تنفيذ أعمال تنظيف واسعة في أكثر من 15 بلدية إسبانية، بما في ذلك كاتاروخا وبايبورتا وألخيميسي.
وتُعد هذه المهمة، حسب تقارير إيبيرية، أكبر مساعدة إنسانية تقدمها المغرب لإسبانيا في السنوات الأخيرة، حيث تم نشر فريق كبير من المتطوعين المدربين الذين يعملون تحت تنسيق جهاز الحماية المدنية الإسباني.
ومنذ وصولهم، لم يتوقف العمال عن العمل منذ الساعات الأولى من الصباح، مستخدمين شاحنات متخصصة لتنظيف المناطق المتضررة، حيث يستغرق كل نقطة ما يقارب 40 دقيقة.
وقد أكد محمد العلوش، أحد العمال القادمين من الرباط، أن هذه المهمة تُنفذ “بفخر وبتوجيهات من الملك محمد السادس”، مشيرًا إلى أن المغرب يعتبر هذه المساعدة جزءًا من واجبه الأخلاقي تجاه الشعب الإسباني، خاصة بعد المساعدة التي قدمتها إسبانيا للمغرب إثر الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز عام 2023.
تعاون تاريخي يعود إلى عام 1987
ويعود التعاون بين المغرب وإسبانيا في مجال الحماية المدنية إلى عام 1987، عندما تم توقيع اتفاقية بين البلدين لتعزيز التعاون في مواجهة الكوارث الطبيعية.
وقد مكّن هذا الإطار القانوني من تنفيذ العديد من المهام المشتركة، بما في ذلك عمليات الإغاثة وتمارين المحاكاة. وفي هذه المناسبة، كان المغرب من أوائل الدول التي قدمت المساعدة لإسبانيا، إلى جانب فرنسا والبرتغال، عبر آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي.
وفي بلدة سيدافي، قام فريق مغربي بتنظيف موقف سيارات غمرته المياه، حيث تم إزالة كميات هائلة من الطين التي يُقال إنها تكفي لملء 50 حوض سباحة أولمبي.
وقد لاقت جهود العمال استحسانًا كبيرًا من السكان المحليين، الذين عبروا عن امتنانهم العميق لهذه المساعدة. وفي بايبورتا، توجهت سيدة مسنة من شرفتها لتسأل عما إذا كان العمال على وشك المغادرة، ليجيبها المترجم بأنهم “فقط يعيدون تعبئة المياه”، في مشهد يعكس التفاعل الإنساني بين الفريق المغربي والسكان المحليين.
تمديد المهمة بأمر ملكي
وكان من المقرر أن تنتهي المهمة قبل عيد الميلاد، لكن الملك محمد السادس أمر بتمديدها حتى العاشر من يناير، مما سمح للفريق بمواصلة عمله في المناطق المتضررة.
وقد تم تنظيم وجبات غداء تقليدية مغربية للعمال، حيث انتشرت روائح التوابل في الشوارع الإسبانية، مما أضفى لمسة من الدفء على الأجواء الباردة.
تعليقات الزوار ( 0 )