شهد عام 2023 تحولا ملحوظا في مشهد الهجرة إلى فرنسا، حيث تصدر المغاربة قائمة المتجنسين بالجنسية الفرنسية لأول مرة، متفوقين على نظرائهم الجزائريين الذين اعتادوا على احتلال الصدارة في السنوات الماضية.
وفقًا لأحدث الإحصائيات الصادرة عن المديرية العامة للأجانب في فرنسا، حصل ما مجموعه 61.640 أجنبياً على الجنسية الفرنسية خلال العام الماضي. ومن بين هذا العدد، حصل 8.017 مغربياً على الجنسية الفرنسية، متبوعين بـ 6.737 جزائرياً و 3.841 تونسياً.
ويرجح الخبراء إلى أن هذا التحول قد يكون نتيجة لتغيرات ديموغرافية في الجالية المغربية بفرنسا، مثل زيادة أعداد الشباب من الجيل الثاني والثالث الذين يقررون التقدم بطلب للحصول على الجنسية.
كما قد تكون هناك تغييرات في السياسات الفرنسية المتعلقة بالهجرة والاندماج، مما شجع المغاربة على التقدم بطلبات للحصول على الجنسية، وقد يكون الوضع الاقتصادي في المغرب أو فرنسا قد لعب دوراً في قرار المغاربة التقدم بطلبات للحصول على الجنسية.
تراجع في طلبات التجنيس بالمرسوم:
وشهد عام 2023 تراجعاً ملحوظاً في عدد طلبات التجنيس بالمرسوم، وهو ما يعزيه المسؤولون إلى التحديات التقنية المرتبطة بإجراءات التحول الرقمي. ومع ذلك، من المتوقع أن تشهد هذه الطلبات انتعاشاً في عام 2024.
ولا يقتصر حصول الأجانب على الجنسية الفرنسية على المغاربة والجزائريين والتونسيين فقط، بل يشمل أيضاً جنسيات أخرى مثل الروسية والبريطانية والإيفوارية والسنغالية والكاميرونية والملغاشية والكونغولية.
استقرار طلبات التجنيس للمراهقين الأجانب:
وعلى الرغم من التراجع العام في طلبات التجنيس بالمرسوم، إلا أن الطلبات المتعلقة بإعلان القصر الأجانب المولودين في فرنسا عن رغبتهم في الحصول على الجنسية الفرنسية بقيت مستقرة.
تذبذب أعداد المتجنسين الجزائريين:
ويشهد عدد الجزائريين المتجنسين بالجنسية الفرنسية تذبذباً خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغ 9.934 في عام 2019، ثم انخفض إلى 8.038 في عام 2022، قبل أن يتراجع أكثر في عام 2023.
ويشير هذا التحول في مشهد الهجرة إلى فرنسا إلى ديناميكية متزايدة في عملية اندماج المهاجرين في المجتمع الفرنسي. كما يعكس التنوع الكبير للجاليات الأجنبية في فرنسا، والتي تساهم بشكل كبير في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبلاد.
تعليقات الزوار ( 0 )