تسود حالة من الترقب في صفوف المواطنين، بخصوص موقف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من صلاة التراويح خلال شهر رمضان الذي لم يتبق له سوى أقل من أسبوعين، بعدما حرمهم فيروس كورونا المستجد، في السنة الماضية، من هذه المناسبة الدينية التي تحظى بقيمة كبيرة لدى المغاربة.
ويمني المغاربة النفس في أن تعود الأجواء الرمضانية والخصوصية التي تتميز بها، على رأسها التراويح، إلى سالف عهدها، بعدما أُغلقت المساجد وألغيت هذه الصلاة في السنة الماضية، بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، الذي مسّت انعكاساته السلبية مختلف القطاعات الاقتصادية والمهنية والاجتماعية والثقافية والدينية بالمملكة.
وفي السياق ذاته، أطلق مجموعة من النشطاء المغاربة، هاشتاغ: “افتحوا بيوت الله لعبادة الله”، مطالبين عبره بفتح المساجد خلال شهر رمضان المقبل، وإعادة صلاة التراويح، حيث كتب الحقوقي حسن بناجح: “في استقبال التراويح.. افتحوا بيوت الله”، مردفاً: “أسبوعان فقط على رمضان الكريم، وكل قلوب المسلمين تهفو إلى ترويحها بصلاة التراويح”.
وأضاف بناجح، في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن “بيوت الله تنتظر تهييء المفتوح منها وفتح المغلق، فما عاد الوضع يحتمل هذا الاستثناء غير المفهوم”، على حد تعبيره، مختتماً تدوينته بهاشتاغ: “رمضان على الأبواب”، وآخر: “افتحوا بيوت الله لعبادة الله”.
ومن جهته كتب أبو بكر الونخاري، في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي: “لا يجب القبول بإغلاق المساجد في وجه عمارها، فيم الأسواق تكتظ حتى تكاد تنفجر بروادها، ومظاهرات الالترات الرياضية يحتشد لها الآلاف من جماهيرها، والتجمعات الخطابية المسموح بها تستقطب عشرات الآلاف”.
وتابع الونخاري الكاتب الوطني لشبيبة العدل والإحسان: “لقد ثبت أن المساجد، التي ينتظم فيها المصلون ويستوون في احترام وانضباط للتدابير الصحية، أولى بالفتح استمطاراً لرحمة الرحمان الرحيم، لكنهم يروجون ويمهدون بأنه لن يسمح بفتحها للتراويح”، مردفاً: “إن كان التبرير هو الطوارئ الصحية فانظروا فعلا أين يتكدس الناس وبرعاية السلطات”.
وشدد الشخص ذاته، على أن أمر المساجد “أسهل وأيسر باتخاذ الإجراءات واحترام التباعد”، مسترسلاً: “إن رمضان شهر العبادة، وروح سارية في الأمة. رمضان مدّ أكف الدعاء والتوسل للحق سبحانه، وليس شهر ملء البطون. وأولى أن تتخذ الإجراءات لتأمين الصلاة في المساجد وعمارتها، مع مراعاة التدابير من غلقها”.
وعلى نفس المنوال، سار الناشط رضوان خرازي، الذي أوضح على حسابه بـ”فيسبوك”، أن “رمضان أقبل، ومعه يقبل الناس على فعل الخير والإكثار منه صياماً وصدقةً وقياماً”، معتبراً أن “الاستمرار في إغلاق المساجد سيجعل من الأخرى المفتوحة أكثر اكتظاظاً وهو ما يناقض المبتغى من التدابير الاحترازية”.
وفي المقابل، أشار آخرون إلى أن فتح المساجد لأداء صلاة التراويج، سيكون له تأثيرات إيجابية حتى على الأنشطة الاقتصادية والمهنية، على رأسها المحلات التجارية والمقاهي والمطاعم، التي يترقب أصحابها بدورهم، موقف الحكومة من استمرار حظر التجول الليلي خلال شهر رمضان الذي لا يفصلنا عنه سوى أقل من أسبوعين.
وأوضح نشطاء بأن التراويح، تشكل إحدى السمات المميزة لشهر رمضان، والتي تمنح الليل أجواءً استثنائية، حرم منها المغاربة مكرهين خلال السنة الماضية، ولا يتمنون تكرار نفس السيناريو، غير أن فئة أخرى من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أكدت ثقتها في موقف السلطات، الذي سيتخذ بناء على التطورات الوبائية التي تشهدها بلادنا.
يشار إلى أن الحكومة تضع كلّ الاحتمالات أمامها، بما فيها فرض حظر ليلي طوال رمضان، ومنع صلاة التراويح، مع بقاء الأمر مرهوناً بالتطورات الوبائية التي ستعرفها البلاد خلال الأيام المقبلة، والتي ستكون محدّداً أساسيا لما ستكون عليه الأوضاع خلال الشهر الهجري المقبل.
تعليقات الزوار ( 0 )