شارك المقال
  • تم النسخ

المغاربة والأفوكادو.. تزايد الواردات على الرغم من الإنتاج المحلي الثابت

من المتوقع أن  تسجّل  واردات الأفوكادو في المغرب رقما قياسيا هذه السنة، على الرغم من وجود قطاع إنتاج محلي متطور، وبحلول نهاية عام 2022، كان المغرب تاسع أكبر مصدر للأفوكادو في العالم، لكن في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام وحده، استورد 13.5 ألف طن من هذه الفاكهة، وهي أعلى كمية في السنوات الثماني الماضية.

وأفادت منصة التحليلات الزراعية “إيست فروت” (EastFruit) يومه (السبت) أن الأفوكادو ليس جزءا تقليديا من المطبخ المغربي، على عكس التمر أو الزبيب، ومع ذلك، أصبح الأفوكادو أكثر شعبية في جميع أنحاء العالم، والمغرب ليس استثناءً، حيث يتم إضافته إلى السلطات المحلية والعصائر والأطباق الأخرى.

وقبل سبع سنوات فقط، استوردت البلاد 4 آلاف طن فقط من الأفوكادو، ومنذ ذلك الحين، تضاعف حجم الواردات أكثر من ثلاثة أضعاف، ومن حيث القيمة، وصل حجم الواردات القياسي لهذا العام بالفعل إلى 8.5 مليون دولار.

وفي هذا الصدد، أوضح يفهين كوزين، محلل منصة التحليلات الزراعية في EastFruit، أن “الموسم الرئيسي لاستيراد الأفوكادو في المغرب هو من مارس إلى شتنبر، حيث لا يكاد يكون هناك أي عرض محلي في السوق، ولذلك، فإن نمو واردات الأفوكادو في البلاد مدفوع بالتمديد التدريجي لموسم الاستهلاك.

وأضاف، يعتمد استيراد الأفوكادو في المغرب أيضا على أداء صناعة السياحة في البلاد، و”على سبيل المثال، في السنة الجارية، شهدت البلاد وفود عدد قياسي من السياح، وهو ما كان له بالفعل تأثير إيجابي على استيراد العديد من المنتجات، بما في ذلك الأفوكادو”.

وتعتبر البيرو، المورد الرئيسي للأفوكادو للمستهلكين المغاربة، وهي ثاني أكبر مصدر للأفوكادو في العالم بعد المكسيك، حيث لعبت دائمًا دورًا رئيسيًا في عمليات التسليم إلى الأسواق المغربية، وفي كل عام، تمثل البيرو ما لا يقل عن ثلثي إجمالي واردات الأفوكادو في المغرب، وفي الأشهر التسعة الأولى من عام 2023، شكلت المنتجات البيروفية 78% من إجمالي الحجم.

كما يتم استيراد الأفوكادو من إسبانيا (رابع أكبر مصدر عالمي) إلى الأسواق المغربية، لكن هذا البلد فقد بعضًا من حصته، فعلى سبيل المثال، في عام 2019، كانت المنتجات الإسبانية تستحوذ على أكثر من 30% من السوق المغربية، لكن هذه السنة بلغت حصتها 12% فقط.

واستنادا إلى المعطيات ذاتها، فإن كميات أقل من الأفوكادو تأتي إلى الأسواق المحلية من جنوب إفريقيا والبرازيل وكينيا، وفي عام 2023، تم استيراد منتجات من ثماني دول حول العالم إلى السوق المغربية.

وعلى الرغم من التحديات التي يواجهها المنتجون، فإن تصدير الأفوكادو من المغرب آخذ في النمو أيضا، وكانت البلاد تحتل المرتبة الثانية عشرة بين أكبر مصدري الأفوكادو في العالم في عام 2017، ولكن منذ ذلك الحين زادت المبيعات إلى الأسواق الخارجية بأكثر من أربع مرات.

وشهدت مؤشرات التصدير نموا سنويا، وفي العام الماضي احتل المغرب المركز التاسع في التصنيف العالمي، وفي سنة 2022، صدرت المملكة أكثر من 55 ألف طن من الأفوكادو، ولمدة 9 أشهر من هذا العام، تجاوزت التسليمات بالفعل 23 ألف طن.

وبما أن الأفوكادو هو القطاع الأسرع نموا في صادرات الفواكه والخضروات العالمية، فإن المنتجين المغاربة متفائلون ويتوقعون حصادا قياسيا هذا الموسم، ومن ناحية أخرى، تواجه البلاد نقصا خطيرا في الموارد المائية، حيث يتطلب إنتاج الفاكهة الكثير من المياه، وهو أمر يمثل تحديًا كبيرًا في الظروف الحالية (تغير المناخ والجفاف).

ويرى فهين كوزين، أنه “سيظل التحدي المتمثل في استخدام المياه بكفاءة يمثل قضية رئيسية بالنسبة لصناعة إنتاج الأفوكادو في المغرب في السنوات القليلة المقبلة، وهناك بالفعل دعوات جادة في البلاد للحد من استهلاك منتجي الأفوكادو للمياه، الأمر الذي قد يهدد مستقبل قطاع التصدير”.

وأشار المصدر عينه، إلى أن المغرب يستخدم في المتوسط، ما لا يقل عن نصف كمية المياه التي تستخدمها بيرو أو تشيلي أو إسرائيل أو جنوب أفريقيا لإنتاج كيلوغرام واحد من الأفوكادو، وهذا يعني أن المغرب، مقارنة بمنافسيه، أكثر صداقة للبيئة في زراعة الأفوكادو.

وفي المستقبل، ستلعب التقنيات الحديثة التي تقلل من استخدام المياه، مثل الري بالتنقيط تحت السطح، وتقنيات إعادة تدوير المياه، وما إلى ذلك، دورًا مهمًا هنا أيضًا، وهذا سيسمح للمغرب بالحفاظ على موارده الطبيعية والحفاظ على دخل ثابت من تصدير منتج شعبي في العالم.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي