اندلعت صدامات ليل الثلاثاء الأربعاء في باريس على هامش تظاهرة شارك فيها نحو 20 ألف شخص للاحتجاج على عنف الشرطة الفرنسية، ونظمت بمبادرة من أقارب شاب “أسود” آداما تراوري قتل أثناء توقيفه من قبل الشرطة الفرنسية في العام 2016.
مظاهرات رغم المنع
وعلى الرّغم من أنّ السلطات حظرت هذه التظاهرة بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد، إلا أن المنظمين أصروا على إجرائها للتنديد بعنف الشرطة، في احتجاج يندرج في سياق ما تشهده الولايات المتّحدة منذ أسبوع، من تظاهرات عنيفة وأعمال شغب احتجاجاً على مقتل المواطن ذو الأصول الأفريقية “جورج فلويد”، اختناقاً تحت ركبة شرطي في مدينة مينيا بوليس الأميركية.
وجاءت الدعوة إلى المظاهرات بفرنسا من قبل عائلة “تراوري” الناشطة منذ مقتل ابنها قبل 4 سنوات، مطالبين بتحقيقات جديدة تكشف السبب الحقيقي للوفاة بمخفر الشرطة، بعد ظهور تحقيق مستقل يظهر تعمد 3 شرطيين خنق المواطن الفرنسي ذو الأصول المالية.
أوجه التشابه والاختلاف بين الحالتين الفرنسية والأمريكية
ويرى المحلل السياسي الفرنسي خطار أبو دياب أن هناك أوجه تشابه في الحالتين الامريكية والفرنسية، مع كثير من الاختلافات بين الوضعيتين، إذ يقول إن بعض ممارسات الشرطة في البلدين تندرج ضمن الحكم المسبق على المواطن من شكله الخارجي، وإن التشنجات القائمة على أساس عنصري بين المواطنين البيض والسود في فرنسا، تشبه إلى حد كبير ما يجري في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويعتقد المحلل الفرنسي، أن باريس قطعت أشواطا كبيرة في محاربة العنصرية في ما يسمى “فرنسا التعددية”، معقبا بالقول إن الولايات المتحدة تتمتع بمناخ ديمقراطي أرقى من فرنسا، ضاربا المثال بانتقاد رئيس شرطة مدينة مينيابوليس لتعامل الرئيس الأمريكي مع المظاهرات الأمريكية.
وفي تصريحات للوزير السابق الفرنسي “جاك توبون” المعروف بفرنسا ب”المدافع عن الحريات”، أن هناك خللا ما في منظومة إعمال القانون وثقة المواطن به، خاصة الأقليات، تغذيه مثل هذه التصرفات العنصرية من قبل أفراد من الشرطة.
استغلال سياسي للمظاهرات
في المقابل صرح المحلل السياسي العراقي هلال العبيدي لوسائل إعلام فرنسية، أن المظاهرات سواء في أمريكا أو فرنسا، وبالرغم من مشروعيتها، فإنها تستغل سياسيا لأبعد مدى، ويرى المختص في الشأن الفرنسي، أن حركة السترات الصفر وغيرها بفرنسا، تحاول أن تذهب بالبعد الحقوقي والأخلاقي للمظاهرات إلى بعد سياسي بغية تحقيق مصالح نفعية.
ويضيف المحلل العراقي بأن الولايات المتحدة تعيش في عام انتخابي، يحاول في كل طرف سياسي استغلال قضية “فلويد” لنيل نقاط تقربه من نيل مقاعد في الكونجرس الأمريكي، والوصول أو البقاء على رأس هرم الحكم في واشنطن.
تعليقات الزوار ( 0 )