أعرب المسيحيون المغاربة عن استيائهم من عدم تهئنتهم، من النخب السياسية والدينية في البلاد، بأعياد الميلاد التي يحتفلون بها آواخر شهر دجنبر من كلّ سنة، وذلك بالرغم من أنهم (المسيحيون) يقومون بتهنئة المسلمين في كلّ المناسبات المقدسة التي يحيونها، على رأسها عيدي الفطر والأضحى و شهر رمضان.
وكتب القسّ آدم الرباطي رئيس اتحاد المسيحيين المغاربة، في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “نعم الكل يهنئ المسيحيين في مناسبات أعيادهم ونرى في عدد من الدول العربية التي يسود فيها نظام ديموقراطي حداثي بكل مكوناته (حرية المعتقد) تهنئة من نخب سياسية ودينية للمسيحيين”.
وأضاف الرباطي: “نحن المسيحيين في المغرب نهنئ المسلمين في كل المناسبات الدينية ونفرح ونسعد لفرحهم، ولكن للأسف نحن المسيحيين لا من يهنئنا في مناسباتنا الدينية الكل يتجاهل احتفلاتنا، ولا أحد من النخب السياسية اأو الدينية تفضل وقال (أهنئ المسيحيين المغاربة)”، متابعاً: “كلامي موجه لنخب السياسية والدينية التي يوجب عليها أن تمثل صورة لتعايش والتآخي وقبول الاختلاف”.
وبالرغم من حرص القسّ المذكور، المستمرّ، على تهنئة المسلمين بالأعياد والمناسبات الدينية التي يحتفلون بها، باسم اتحاد المسيحيين المغاربة، إلا أن غيابَ أي تهنئة من النخب السياسية والدينية، أو الشخصيات العامة المعروفة، دفع بالرباطي، إلا التطرق إلى الموضوعِ في تدوينته الأخيرة، التي لم يخف فيها استياءه من استمرار التغاضي عن المسيحيين.
وأوضح الرباطي، القسّ في كنيسة المجد بتمارة، في تصريحٍ لجريدة “بناصا”، بأن المسيحيين المغاربة، كان يأملون في تفعيل حرية المعتقد خلال تحضير دستور المملكة الجديد سنة 2011″، متابعاً بأن هذه الحرية، كانت ستمنح بلدنا الريادة في التعايش والتآخي بين كلّ مواطنيه، والنخب السياسية والدينية”.
وتابع المتحدث نفسه، بأن “الأنظمة الديمقراطية التي تتبنى حرية المعتقد، تعمل نخبها بكلّ مكوناتها الاجتماعية، على تهنئة الجميع، وتفرح مع كلّ مكون ديني في كلّ مناسبة”.
وأردف الرباطي: “نحن في المغرب نفتقر لهذا السلوك الراقي الذي يجب أن يتبناه كلّ من النخب السياسية والدينية”، مشيراً إلى أن عدم شعورهم بهذا “الواجب الإنساني الذي يمكنه أن يقوي روابط التعايش في المجتمع، يدل على رفضهم للاختلاف والتعايش ومصادرة كل الحقوق الفردية باسم الدين”، حسبه.
يشار إلى أن المسيحيين المغاربة، الذين يبلغ عددهم حوالي 350 ألف نسمة، أي أقل من 1 في المائة من ساكنة المملكة، يحتفلون خلال هذه الأيام (آواخر شهر دجنبر من كلّ سنة)، على غرارِ نظرائهم حول العالم، بعيد ميلاد المسيح عليهم السلام.
تعليقات الزوار ( 0 )