انطلقت تجربة التعليم عن بعد بالمغرب، منذ إعلان حالة الطوارئ والحجر الصحي الشامل بمختلف المدن والقرى المغربية، لتفادي انتشار فيروس كورونا، بين صفوف الشغيلة التعليمية والأطر التربوية والطلبة والتلاميذ، مما خلق حالة من الترقب وسط العائلات والهيئات التربوية، لما ستكون لتلك الخطوة من نتائج في المستقبل.
وبعد مرور أزيد من نصف سنة على تجربة التعليم عن بعد، بما تخللها من امتحانات وتدريس عن طريق مختلف الوسائل التواصلية التقليدية والحديثة، حيث تم اعتماد التلفاز كمخاطب للتلاميذ، وتطبيقات التواصل الاجتماعي والمجموعات المغلقة بتطبيقات مخصصة للتواصل الجماعي، كشفت خرجات بعض المختصين والطلبة والتلاميذ على منصات التواصل الاجتماعي عن أن هذا الخيار صعب في طريق تلقي الدروس لعدة أسباب، في مقابل إصرار الوزارة الوصية على القطاع على التأكيد على نجاعة التجربة ونجاحها بنسبة محترمة فاقت أكثر من نصف النسبة المئوية للمتعلمين.
تلاميذ بدون أنترنيت
يحكي أستاذ للتعليم الابتدائي محمد.ض، بإحدى الفرعيات المدرسية نواحي تارودانت، لمنبر بناصا، عن تجربة التعليم عن بعد ومدى نجاح التجربة منذ انطلاقها الى حدود الساعة، حيث قال إن’’تجربة التعليم عن بعد في بداياتها كانت صعبة جدا لكل من التلميذ والأستاذ، حيث وجد الجميع نفسه أمام وضع جديد، يحتم عليه أن يقوم بمجهود مضاعف من أجل مواصلة الدروس وتفادي الاحباط’’.
وأضاف ذات المتحدث، أن تجربة التعليم عن بعد كشفت عن الخصاص الكبير في التكنولوجيا الحديثة بالمؤسسات التعليمية، خاصة الابتدائية منها المتواجدة بالعالم القروي، حيث لم يكن باستطاعة عدد من التلاميذ متابعة الدروس، بسبب عدم التوفر على هاتف نقال يمكنه تشغيل تطبيقات التواصل، أو التواصل عن طريق هاتف احدى الأبوين اللذين غالبا ما يكونوا خارج المنزل، وهذا ما يتسبب في غياب التلميذ عن الدروس.
مشيرا الى أن بعض المناطق بالإقليم، تتوفر على شبكة الاتصال لكن غالبا ما يكون صبيب الأنترنيت ضعيفا أو منعدم، وهذا ما تسبب في توقف اضطراري للتعليم مؤقتا في تلك الفترة، إلا أن الوزارة استدركت الموقف، وقامت ببث الدروس على القنوات التلفزية ‘’لكن ذلك لم يكن يكفي ولا يمكنه أن يقوم مكان التعليم الحضوري ومتابعة الدراسة داخل حجرات الدراسة’’ يضيف ذات المتحدث.
تعليم التناوب يغيب تكافؤ الفرص
بعد أشهر من اعتماد التعليم عن بعد، عادت الحياة المدرسية بالمغرب الى حجرات الدراسة، لكن بشكل جزئي حيث تم اعتماد أسلوب جديد لتلقين الدروس، بعدما تم تقسيم التلاميذ الى أفواج من أجل تفادي الاكتظاظ، واعتماد ‘’التعليم بالتناوب’’ بمختلف المؤسسات التعليمية الخاصة والعمومية.
وفي هذا الاطار، تقول فيدرالية الآباء وأولياء التلاميذ، إن ‘’التعليم بالتناوب انتفاء لمبدأ تكافؤ الفرص بين التلاميذ نتيجة لتعدد صيغ التعليم المتاحة في المدرسة المغربية بشقيها العمومي والخصوصي’’ وأضافت ‘’أن هناك عدم وضوح الملاءمة بين نمطي التعليم بالتناوب والتعليم عن بعد وفق مخرجات التقويم التربوي المعتمد’’.
وأكدت الهيئة ذاتها، على أن ‘’غياب التوجيهات الدقيقة الموحدة التي تساير صيغة التعليم بالتناوب بجميع الأسلاك وجميع المواد الدراسية أثر سلبا على عملية إنهاء المقررات المبرمجة مع نهاية الأسدس الأول’’ وأضفت أن ‘’عدم وضع أطر مرجعية تتلاءم مع إيقاع التعلمات التي تعرف تقليصا في حيزها الزمني’’.
كما عبرت الفيديرالية، عن قلقها إزاء هذه الإشكالات وما قد يترتب عنه من ضعف ونكوص على مستوى جودة التكوين لدى الجيل الحالي من التلاميذ” وطالبت ”الوزارة الوصية بتوضيح التدابير التي سيتم اتخاذها من أجل وضع حل لهذه الأمور وتبديد مظاهر القلق والخوف الذي ينتاب الأمهات والآباء حول مستقبل ومصير التلاميذ’’ حسب بلاغ الهيئة ذاتها توصل منبر بناصا بنسخة منه.
تعليقات الزوار ( 0 )