Share
  • Link copied

المخابرات الأمريكية تحسم الجدل في تصنيع أو تعديل كورونا

قبل حوالي أسبوعين، وبالضبط في يوم الجمعة 17 أبريل، عُقد مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، وخلاله، كال الرئيس ترامب للصين مختلف التهم بخصوص إمكانية وقوفها وراء انتشار الفيروس، بالاضافة الى التشكيك بالأرقام التي تنشرها الصين حول عدد الضحايا والمصابين بفيروس كورونا.

وخلال هذا المؤتمر، أعلن ترامب عن بدء بلاده لسلسلة تحقيقات تتغيّى الوصول الى تحديد أصل الفيروس، حيث قال في نفس المؤتمر:( أمور غريبة حدثت، ولكن تحقيقات كثيرة تجري، وسنكتشف ذلك).

بعد حوالي أسبوعين من بدء تلك التحقيقات، كشفت يوم أمس الخميس المخابرات الوطنية الأمريكية (السي إي إيه) اعتقادها بأن فيروس كورونا أصله من الصين، لكنه لم يكن نتاج عمل بشري، سواء من حيث تصنيعه، أو من حيث تطويره جينيا.

ويبدو إذن أن هذا التحقيق سيخفف بعضًا من الضغط على الصين التي كيلت لها اتهامات من طرف بعض الدول التي تتزعمها الولايات المتحدة الامريكية ومعها بريطانيا وأستراليا التي تتهمها بالوقوف وراء تصنيع أو تعديل الفيروس القاتل، والذي خلق أزمة صحية واقتصادية غير مسبوقة في العالم.

من جانب آخر، أصيب مسؤولون أمريكيون وفي مقدمتهم وزير الخارجية مايك بامبيو ونائب مستشار الأمن القومي الامريكي ماثيو بوتينغر بالإحباط جراء نتيجة هذا التحقيق، كونهما من أكثر المتحمسين لتوريط الصين في هذه الأزمة العالمية التي خلفها تفشي فيروس كورونا.

المسؤولون الأمريكيون الذين يشتغلون في إدارة ترامب، كانوا يعقدون كل آمالهم في توريط الصين في إطار معركة سياسية مكثفة تروم تحقيق هدفين: أولهما تبرير اخفاق الولايات المتحدة في مكافحة فيروس كورونا. وثانيهما، انقاذ المسيرة الانتخابية للرئيس ترامب الذي يوجد في موقف صعب جراء الأزمة الاقتصادية الخانقة التي خلفها فيروس كورونا في بلاده.

من جانب آخر، وفي الوقت الذي لم تحسم فيه تحقيقات (السّي إي إيه) عن مصدر الفيروس. فاجأ ترامب المتابعين في خطاب ألقاه مساء أمس الخميس بمناسبة تكريم المتقدمين بالسن، بإصراره أن فيروس كورونا مصدره مختبر الفيروسات بمدينة ووهان الصينية، وعبّر بشكل صريح عن ذلك بقوله: قائلا: (الصين إما فشلت في احتواء فيروس كورونا أو تركته ينتشر بشكل متعمد). 

إصرار ترامب على توريط الصين لم يقف عند ربط مسؤوليتها بانتشار الفيروس فقط، بل امتد تصريحه بأنه يفكر جدّيا في معاقبة الصّين عن طريق فرض رسوم جمركية إضافية على صادراتها نحو الولايات المتحدة التي تجاوزت نصف تريليون دولار سنة 2019. الأمر الذي ينذر بصراع مثير في العلاقات بين الصين والولايات المتحدة الامريكية، في اتّجاه تعزيز تكهنات بعض المحللين بخصوص حرب وشيكة بين العملاقين.

*كاتب وصحفي مغربي مقيم في واشنطن

Share
  • Link copied
المقال التالي