شارك المقال
  • تم النسخ

المجتمع المدني باليوسفية ينخرط لتحسين العرض الصحي

وعيا منه بأهمية قطاع الصحة، باعتباره ركيزة رئيسية في أي تنمية محلية منشودة، انخرط المجتمع المدني باليوسفية، المتميز بديناميته وطموحه، إلى جانب فاعلين آخرين، بسرعة، في هذا الدرب، بوضع تحسين جودة وتعزيز العرض من الخدمات الصحية في صلب أولوياته.

ومكن هذا النهج التشاركي، المنبثق عن رؤية تعتمد سياسة للقرب، من تقييم الحاجيات في هذا القطاع الحيوي، ومن ثمة التحرك في إطار من التآزر الإيجابي والتنسيق الدائم، على الخصوص، مع السلطات الإقليمية، والمندوبية الإقليمية للصحة، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، قصد تنويع العرض الصحي، وسد الخصاص المسجل في هذا المجال، والرفع من جودة الخدمات الطبية المقدمة.

وتجسد هذا الانخراط من قبل المجتمع المدني لفائدة قطاع الصحة باليوسفية، من خلال سلسلة من الأعمال المواطنة، تقوم بها، منذ سنوات، جمعية (أصدقاء المستشفى الإقليمي للا حسناء)، في أفق تنويع العرض من الخدمات الصحية، وتحسين ولوج الساكنة إلى خدمات طبية ذات جودة، من شأنها مساعدتها، وبالتالي الحد من معاناتها.

ومن بين هذه الأعمال الكبرى هناك، فضلا عن تنظيم، بشراكة مع السلطات الإقليمية وقطاعات أخرى، قوافل طبية متعددة الاختصاصات، إجراء 384 تدخلا جراحيا، خلال سنة 2020، بالإضافة إلى 3549 استشارة طبية، وكذا تنظيم سلسلة من الورشات والدورات التكوينية، وتوظيف طاقم طبي، في إطار الشراكة “تمويل الخدمات الطبية وشبه الطبية”.

بلغة الأرقام، وبحسب معطيات للمندوبية الإقليمية للصحة، فإن اليوسفية تضم 17 مؤسسة لعلاجات الصحة الأولية (4 دور للولادة)، ومركز استشفائي إقليمي بطاقة 45 سريرا.

كما يوجد بإقليم اليوسفية 16 طبيبا متخصصا، و16 طبيبا عاما، وصيدلي واحد، وطبيب أسنان واحد، و3 أخصائيين في الترويض الطبي، و92 ممرضا متعددي الاختصاصات، و9 ممرضين مختصين في التخدير، و42 مولدة، وغيرهم من مستخدمي قطاع الصحة.

وقال المندوب الإقليمي للصحة والحماية الاجتماعية، محمد العتيقي، في تصريح لقناة (M24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه في إطار الشراكات مع المندوبية باليوسفية، تم إبرام سلسلة من اتفاقيات الشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمجالس المنتخبة، وكذا مع فاعلين آخرين، على غرار جمعية (أصدقاء المستشفى الإقليمي للا حسناء).

وأضاف أن العمل مع هذه الجمعية انصب على ثلاثة محاور رئيسية، تتمثل في تعزيز الموارد البشرية لسد العجز المسجل في هذا المجال، عبر اللجوء إلى الخدمات، وخاصة سبعة أطباء متعاقدين، وستة مساعدين، وسائقين اثنين، مسجلا أن الشق الآخر من الشراكة مع الجمعية يتعلق بتأهيل كافة مباني مؤسسات الصحة، المتوفرة على الصعيد الإقليمي، وتزويدها بتجهيزات عصرية.

وتابع أن الشق الثالث من هذه الشراكة، يهم توسيع العرض الصحي، وخاصة ذلك الموجه للأم والطفل، أو الصحة المدرسية، كما يدل على ذلك تنظيم قوافل طبية، أو تسليم نظارات لتصحيح النظر للأطفال المتمدرسين، الذين يعانون من مشكل في الرؤية.

وأشار العتيقي إلى أنه تم أيضا في إطار توسيع العرض الصحي، القيام ببناء أو إعادة تهيئة مراكز صحية، خاصة في العالم القروي، بينما سيتم تدشين مركز مرجعي في الصحة الانجابية باليوسفية، مبرزا أن المندوبية الإقليمية تعمل على سلسلة من المشاريع، ولاسيما “برنامج مندمج لصحة الأم والطفل”، وذلك بشراكة مع جمعية (أصدقاء المستشفى الإقليمي للا حسناء)، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمجلس الإقليمي لليوسفية.

من جهتها، وصفت الطبيبة المتعاقدة مع جمعية (أصدقاء المستشفى الإقليمي للا حسناء)، زينب سدراتي، تجربتها في هذا المستشفى ب”المثمرة” و”الناجحة”، مبرزة التآزر الإيجابي والتكامل والتعاون، السائد بين أفراد الطاقم الطبي العامل داخل هذه المؤسسة الاستشفائية، مشيدة بانخراط هذه الجمعية لصالح قطاع الصحة بالإقليم.

من جانبه، شدد أحمد قربالي، وهو طبيب متعاقد مع جمعية (أصدقاء المستشفى الإقليمي للا حسناء)، على أهمية العمل الذي يتم القيام به على مستوى المركز الصحي لزاوية سيدي بوطيب، الذي يوفر خدمات واستشارات طبية لسكان 19 قرية مجاورة، معتبرا أن هذه البنية الصحية أعطت دفعة جديدة لهذه المنطقة.

أما منصوري صالح، رئيس جمعية (أصدقاء المستشفى الإقليمي للا حسناء)، فتطرق إلى أهداف هذه الجمعية، ممثلة في تحسين جودة وتنظيم الخدمات المقدمة، وتعزيز الولوج إلى العلاجات، وإبرام عقود مع أطر طبية متخصصة لسد النقص في الموارد البشرية على صعيد الإقليم، وتأهيل مؤسسات الصحة، وتزويدها بالتجهيزات الضرورية، بشراكة مع كافة المتدخلين في قطاع الصحة.

وتابع أن جمعية (أصدقاء المستشفى الإقليمي للا حسناء) تسعى أيضا إلى تنظيم حملات تحسيسية وتوعوية، وقوافل طبية وجراحية لفائدة الأسر المعوزة القاطنة بالمناطق القروية البعيدة والأحياء الواقعة بالضواحي، والمشاركة في جميع الأنشطة والمبادرات المرتبطة بقطاع الصحة.

وأشاد منصوري بالجهود المبذولة على الصعيد القروي من أجل تحسين العرض الصحي، ولاسيما تجهيز المستوصفات القروية والمراكز الصحية على الصعيد الإقليمي، بشراكة مع الجماعات الترابية المعنية، والمجالس الإقليمية للجهة، و المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والسلطات المحلية ومندوبية الصحة.

وخلص منصوري إلى القول إن “نجاح هذه الجمعية في مهامها النبيلة يبقى رهينا بالتنسيق المضطرد والتفاعل الإيجابي من قبل كافة المتدخلين”.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي