كشف القيادي الأسبق في جبهة البوليساريو، مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، بعضاً مما أسماه بـ”التاريخ المغيّب”، وعلاقة “جماعة الرابوني”، بإقليمي الساقية الحمراء ووادي الذهب، بالصحراء المغربية، اللذان يزعم التنظيم الانفصالي الذي يتخذ من ولاية تندوف الجزائرية مقرّاً له، أنه ممثل لساكنتهما على المستوى الدولي.
وقال ولد سلمى، وهو المفتش العام الأسبق لما يسمى بـ”شرطة” البوليساريو، في تدوينة على حسابه بـ”فيسبوك”، إن الانتقادات التي وجهها له بعض من أسماهم بـ”المتصحريين”، بعد منشوراته الأخيرة، تغوص في عمق التاريخ بحادثة من زمن البوليساريو، مضيفاً، أنه وجد مرة “أحد الأعيان غاضبا، بادرني بالسؤال عن كيف السبيل للقاء كريستوفر روس”، وهو المبعوث الأممي للصحراء وقتها.
وتابع ولد سلمى، اللاجئ حاليا في موريتانيا: “استغربت من سؤاله، وسألته: وما حاجتك أنت عند روس؟. فقال: أريده أن يقول لبان كي مون ومجلس الأمن أن يطلبوا من دول الجوار أن يأخذوا عنا ناسهم المتواجدة بيننا، ويخلوا بيننا وبين المغرب والملك نعطوه الصحراء أو يعطيها لنا”، حسب قوله.
واسترسل “شأن كل من تفتحت أعينهم في المخيمات على مقولة الشعب الصحراوي، أخفيت عدم انسياقي مع طرح الشيخ، ولم أعر كلامه اهتماما. واعتبرته مجرد زلة في لحظة غضب”، مردفاً: “وفي سنوات المنفى عرفت أن ذلك الشيخ لم يكن مخطئا، وإنما أنا الشاب الذي تربى في أحضان البوليساريو المتأثر بفكرها، لم يكن لدي من المعارف غير ما تعلمته في المخيمات”.
وواصل: “عطفا على كلام ذلك الشيخ. لا يختلف اثنان في أن من يتنافس على التمثيل السياسي في أي منطقة هم عادة نخبة ساكنتها”، موردأً في التدوينة نفسهأ، لوائح، على شكل صور، بأسماء من تنافسوا على زعامة وتمثيل عروش القبائل الصحراوية في الانتخابات التي أجرتها الإدارة الإسبانية في نهاية 1973.
ونبه إلى أنه “من يقارن هذه اللائحة بأسماء من أسسوا جبهة البوليساريو ومن تداولوا على قيادتها من لجنة تنفيذية، مكتب سياسي، إلى الأمانة الوطنية خاصة في العشرين سنة الأولى من عمر البوليساريو. لن يجد في اللائحة المرفقة التي تمثل نخبة الصحراء في زمانها أي من قادة البوليساريو ولا آبائهم”.
هذا، يتابع ولد سيدي مولود، في التدوينة ذاتها، “يطرح أكثر من سؤال حول البوليساريو وقادتها: من أين جاؤوا؟ كيف أصبحوا ممثلين لسكان الساقية الحمراء ووادي الذهب؟ من أعطاهم الشرعية التي يدعون بها تمثيل الصحراويين و يملئون الدنيا صراخا مطالبين بتقرير مصيرهم؟”.
واختتم أن “قادة البوليساريو لعلمهم بحقيقة شرعيتهم داخل الإقليم عمدوا إلى طمس الحقيقة منذ الوهلة الأولى، خاصة بعد أن وجدوا ضالتهم لدى الجزائر التي تقاطعت مصالحها معهم. وأوجدت لهم كيانا فوق أراضيها حقق لهم رئاسة وسيادة لم يكونوا سيحصلون عليها داخل الساقية الحمراء ووادي الذهب. واشترت لهم الاعترافات الدولية ليصبحوا هم الممثلين الشرعيين للصحراويين”.
تعليقات الزوار ( 0 )