شارك المقال
  • تم النسخ

المتاحف والأضرحة والمدارس الدينية.. أروع الأمثلة على العمارة الإسلامية المغربية

آوَت أرض المغرب الملوك، وعلمت الأجيال عن الإسلام، وأثرت على العمارة الإسلامية في جميع أنحاء العالم، ونجت من الأوبئة والحروب، وأخفت قصصا لا تصدق وراء واجهاتها المجيدة.

ويضم المغرب بعضا من أجمل الأمثلة على فن العمارة الإسلامية في العالم، من المقابر العملاقة والأضرحة المذهلة إلى أقدم الجامعات الإسلامية.

بهذه المقدمة استهلّ الكاتب والمصور الصحفي رونان أوكونيل، المتخصص في السفر والرياضة، والذي عمل سابقًا لمدة تسع سنوات كمراسل في الصحف اليومية في أستراليا، مقالا له في صحيفة “ذي ناشيونال نيوز” الإماراتية الناطقة بالإنجليزية.

قصر الباهية بمراكش

عندما رفعت بصري إلى السقف أجهدت رقبتي، وكدت أشعر بالدوار، ليس بسبب وضعي، بل بسبب الأنماط الفاتنة المرسومة على السطح الخشبي فوقي، والتي يُطلق على هذا المزيج الكثيف من الزخارف الهندسية والزهرية اسم “الزواق”، وهو نوع من التصاميم المرسومة باليد تُرى في المساجد والقصور وفي جميع أنحاء المغرب، حيث يتم استخدامه بكثرة على الأسقف والأبواب وإطارات النوافذ في قصر الباهية.

المدرسة البوعنانية بفاس

ليس من السهل أن تبرز في مدينة فاس، وهي عبارة عن متاهة تضم أكثر من 9000 من الشوارع الضيقة والأزقة التي تصطف على جانبيها أمثلة لا حصر لها من العمارة المغربية الرشيقة، وهذا هو السبب في أن الشاهقة فوق هذه المتاهة الحضرية هي أفضل طريقة لجذب الانتباه، وهذا هو بالضبط ما تفعله مدرسة بوعنانية، بفضل مئذنتها وصومعتها النبيلة، المغطاة بالفسيفساء الفيروزية اللامعة المصنوعة من بلاط الزليج المغربي التقليدي.

وأسفل البرج، توجد هذه الكلية الإسلامية القديمة المدهشة بنفس القدر، والتي أسسها السلطان أبو عنان المريني، في خمسينيات القرن الثالث عشر، وكانت واحدة من المراكز الرئيسية في المدينة لتعليم الشباب القرآن بالإضافة إلى الأدب العربي والرياضيات والشريعة الإسلامية.

وكان على الطلاب التركيز على هذه الموضوعات نظرًا للرفاهية التي تشتت الانتباه في محيطهم، وبُني فندق بو عنانية حول فناء مركزي ذي أرضية رخامية، كما تم تزيين جدران هذا الفضاء بشبكات من خشب الأرز المنحوت بشكل معقد، وأعمال حجرية رائعة وتصميمات معقدة من الجص، كل هذا يتحد لخلق مشهد بصري ساحق بأفضل طريقة ممكنة، إذ أن هذا ليس مبنى من السهل نسيانه.

شالة الأثرية من بدائع مدينة الرباط التاريخية

خلف صخب وسط مدينة الرباط، يوجد جدار حجري طويل يمتد على منحدر تل. وبينما انهارت أجزاء منه الآن فإن هذا التحصين لم يحمي ذات يوم مبنى واحدًا، بل مقبرة إسلامية غير عادية بشكل جماعي، وتتشكل بقايا شالة القديمة من مسجد وأضرحة ملكية وبوابات شاهقة وأكاديمية إسلامية، وهي أحد أكثر المجمعات المعمارية إلهامًا في المغرب.

وهذا ما تبقى من مقبرة مجمع دفن لأعضاء رفيعي المستوى من الأسرة المرينية، التي حكمت مساحات شاسعة من المغرب بين القرنين الثاني عشر والسادس عشر الميلادي، لكن علماء الآثار وجدوا أيضًا علامات على أن شالة كانت موجودة قبل 2000 عام مدينة مأهولة أولاً بالفينيقيين ثم الرومان.

ويمكن للسياح التجول في كل جزء من هذا الموقع التاريخي، ونسج الأعمدة الرومانية القديمة، والمنازل الفينيقية القديمة، والمئذنة الإسلامية الشاهقة، وأطلال كلية إسلامية، وكان هذا الموقع الأخير بجانب قبر السلطان المريني الأكثر شهرة أبو الحسن، الذي قاد توسع نطاق تلك السلالة، ويتم الوصول إلى كل هذا من خلال المرور عبر بوابة الحجر والخشب التي كانت منذ فترة طويلة نقطة الدخول إلى شالة.

متحف مدينة مراكش

يعرض المتحف الرئيسي لمدينة مراكش بعضا من أهم القطع الأثرية في المغرب، بما في ذلك الأعمال الفنية التي يصل عمرها إلى 1000 عام، ومع ذلك، فإن هذه العناصر التي لا تقدر بثمن، في بعض الأحيان، تتفوق عليها التصاميم الفخمة لهذا المتحف، الذي يقع في قصر منبهي السابق.

هذا القصر الفخم، الذي تم بناؤه في أوائل القرن العشرين، متصل بسلسلة من الأفنية الجميلة، أحدهما عبارة عن مساحة في الهواء الطلق مع بلاط أرضيات فيروزي وجدران مطلية باللون الأبيض ومصابيح طينية متعددة الألوان، ويسيطر على الفناء الرئيسي مصباح خشبي ضخم بيضاوي الشكل يلوح في الأفق مثل مركبة فضائية مزخرفة تنحدر ببطء إلى الأرض.

وتنطلق من ساحة الفناء هذه العديد من المساحات الحميمة، نظير غرف النوم وغرف الطعام السابقة – تعرض الفن المغربي التاريخي والمعاصر. وهناك أيضًا غرفة أسلحة رائعة، حيث تتدلى السيوف والخناجر القديمة من جدران الغابة الخضراء، وفوقها سقوف مزينة بطبقة فوق طبقة من الأنماط الخشبية المعقدة المنحوتة يدويًا.

ضريح السلطان محمد الخامس بالرباط

يقول رونان أوكونيل، إن هذه واحدة من أكثر الهياكل الضوئية التي رأيتها على الإطلاق، وأدركت بعد عودتي إلى فندقي بعد زيارة ضريح السلطان محمد الخامس في الرباط، أنني التقطت أكثر من 100 صورة للمبنى. إنه منزل فخم مناسب لقبر والد وجد ملك المغرب الحالي محمد السادس، وعلى عكس الهياكل الأخرى في هذه القائمة، فإن هذا الضريح ليس قديمًا، حيث تم بناؤه منذ 50 عامًا فقط.

ويعد استخدام الأنماط المتكررة داخل الضريح وحوله منومًا حقًا، حيث تزين هذه التصاميم الهندسية الأرضيات الحجرية المحيطة بالهيكل، وكذلك الواجهة الكريمية للضريح، وسقفه الأخضر الغامق، والجدران الداخلية والأقواس والأبواب والسقف.

وتضيء الثريات الضخمة الضريح الموجود بداخله، وكل مخرج منها محمي من قبل الحرس الملكي المغربي مع بدلاتهم البيضاء وقبعاتهم الزرقاء ورؤوسهم الحمراء الطويلة، يضيف هؤلاء الجنود الأنيقون إلى الإحساس الملكي بالموقع.

ويقع الضريح مقابل قطعة مهمة أخرى من العمارة الإسلامية، وهي صومعة حسان الذي يبلغ ارتفاعه 44 مترًا والذي تم بناؤه في أواخر القرن الثاني عشر ليكون مئذنة ما كان من المقرر أن يكون ثاني أكبر مسجد في العالم.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي