تحتفظ ذاكرة مدينة سيدي قاسم في مخيالها الجمعي و بمداد من فخر لأول سوق مركزي بجهة الغرب،بناه الفرنسيون في أواخر العقد الرابع من القرن التاسع عشر،قرب محطة الطاكسيات حاليا،تميز بموقعه الاستراتيجي ،ضم العشرات من محلات بيع الخضر والفواكه ومختلف أنواع اللحوم والاسماك،وكان بجواره سوق جملة يتقاطر عليه الفلاحون من مختلف الضيعات،وبشتى أنواع الخضروات والفواكه،ساهم في تشغيل يد عاملة محلية مهمة،وخلق رواج تجاري قل نظيره بجهة الغرب.
وقفت “بناصا” على واقع “المارشي سونترال” وقفة تأمل ممزوجة بحسرة على ماضي مدينة مشرق ، وتراث انساني تعرض للتهميش والاقصاء،؛حيث أصبح السوق المركزي مجرد بناية فارغة من الروح،محلات ممتلئة بالأزبال والنفايات،وقطط تلاحق الجردان في جحور كانت بالأمس القريب محط احترام وتقدير،غير أنه في أطراف المارشي ماتزال بعض محلات بيع الخضرواللحوم تقاوم تقلبات الزمن القاسمي المقيت ،بقيت صامدة رغم قساوة الظروف واكراهات الزمن الذي طال هذا التراث الإنساني الذي لم يعد يفي بشروط استقبال المواطن القاسمي.
وفي تصريحات مفترقة يكاد يجمع جل الباعة الصامدين بالسوق المركزي على ضرورة إعادة الروح لهذه المعلمة التاريخية التي تعيش وضعية بيئية كارثية،تستدعي تنسيق الجهود من اجل رد الاعتبار لتراث انساني واجتماعي طاله الاقصاء والتهميش.
والمتجول في سويقات بيع الخضر والفواكه والاسماك بسيدي قاسم،يجد نفسه أمام خضروات معروضة بأسعار مرتفعة ،على جنبات الطرقات وفوق أرصفة الأحياء،في ظل غياب لسوق مجهز بمواصفات تليق بالقفة القاسمية،بعيدا عن الفوضى والعشوائية ،واذا كان لابد من تقدير للتراث الإنساني والاجتماعي لتاريخ المدينة ،فان إعادة هيكلة المارشي سونترال انجاز سياسي اجتماعي سيساهم في خلق رواج تجاري وإعادة الاحترام لقفة قاسمية تعاني بين فوضى التسوق وغلاء الأسعار.
تعليقات الزوار ( 0 )