Share
  • Link copied

الطاهري يبسط تاريخ الريف بلسان أهله ويثير نقاشا حول بعض “المسلمات التاريخية”

شرع المؤرخ أحمد الطاهري، خلال الأشهر الأخيرة، في بث محاضرات رقمية موجزة للتعريف بفصول منسية من تاريخ منطقة الريف، شمال المغرب، اعتمد اللغة الأمازيغية الريفية “لسان أهل البلد”.

وقد لقيت هذه المحاضرات التي تتضمن العديد من المعطيات التاريخية المثيرة تفاعلا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة من قبل أبناء الريف.

الدكتور أحمد الطاهري هو من مواليد عام 1958 بسهل نكور بإقليم الحسيمة، متخصص في تاريخ المغرب والأندلس، اشتغل أستاذا بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية وبجامعة عبد المالك السعدي بتطوان. مثلما اشتغل أستاذا زائرا بعدة جامعات عربية وأوروبية.

ويترأس الدكتور الطاهري حاليا مؤسسة الإدريسي المغربية الإسبانية للبحث التاريخي والأثري والمعماري.

تتتاول هذه المحاضرات مختلف حقب ومراحل تاريخ منطقة الريف في مختلف المجالات، وعلاقات المنطقة بالمجال المتوسطي، خاصة بلاد الأندلس، حيث يرجع الفضل للريفيين في فتح الأندلس والإسهام الفعال في بناء حضارتها.

استند الباحث في محاضراته على مختلف المصادر العربية والأجنبية التي تضمنت إشارات إلى تاريخ الريف، حيث ذكر عدة مصادر قديمة وغير معروفة، وأشار إلى أسماء عدد ممن بحثوا في تاريخ الريف في الماضي والحاضر. وبالرغم من محاولة الطاهري تبسيط أسلوب إلقاء هذه المحاضرات، إلا أنه يتعامل بصرامة علمية كبيرة مع ضوابط ومناهج البحث العلمي التاريخي، ويفاجئنا بمعطيات جديدة غير متداولة في الكتب التاريخية المعروفة.

ويتفرد الدكتور الطاهري بتوظيف معجم يستند فيه إلى مصطلحات وعبارات ”ريفية“ أصيلة لبسط أفكاره، مثل ”ثاداث ذمقرانت“، أي (الدار الكبرى)، ويقصد بذلك دار الإسلام، حيث وظف الباحث هذه العبارة للتأكيد على أن تاريخ الريف منذ تأسيس إمارة نكور الشهيرة في أواخر القرن الأول الهجري (أول إمارة إسلامية في الغرب الإسلامي) لا يمكن فصله عن تاريخ الإسلام.

كما سعى الطاهري إلى توظيف مختلف الحجج العلمية لإعادة النظر في بعض “المسلمات التاريخية”.

وطرح أفكارا جديدة مثيرة للجدل، مثل القول بأن أصل الأمازيغ يعود إلى شخصية تاريخية تدعى “هرك” وهو متحدر من الريف، وكذلك تأكيده على عدم إمكانية الحديث عن لغة أمازيغية معيارية من الناحية التاريخية، وأن الأمازيغ لم تكن لهم يوما لغة موحدة.

ومن بين الأفكار المثيرة كذلك التي طرحها الدكتور الطاهري في محاضراته القول بأن منطقة الريف كانت سباقة إلى تبني أول نظام رأسمالي تشاركي، معروف بنظام “التثمير التعاقدي” وهو غير نظام الرأسمالية الأوربية “الربوية”، وبالمناسبة ألف الطاهري كتابا بعنوان: التجارة والمبادلات بالأندلس وميلاد الرأسمالية بالبلاد المغربية.

وتجذر الإشارة إلى أن المؤرخ أحمد الطاهري له العديد من الدراسات والإصدارات العلمية الرصينة بمختلف اللغات (العربية، الإسبانية، البرتغالية، الفرنسية…) والتي تناول فيها أساسا تاريخ المغرب والأندلس، خاصة خلال العصر الوسيط.

Share
  • Link copied
المقال التالي