Share
  • Link copied

الكراء بالعاصمة.. لهيب الأسعار يفرض النزوح على مضض نحو المدن المجاورة

يعيش الراغبون في الاستقرار بالعاصمة الإدارية للمملكة أزمة حقيقية سببها الارتفاع الصاروخي في أثمنة الكراء، الأمر الذي يدفع بأغلبهم للنزوح على مضض والبحث عن بديل بإحدى مدن الجوار، طمعا في إيجاد بديل مناسب وبثمن إن لم يكن بخسا فلن يكون أقله على قدر غلاء الرباط.

ويظهر من الأعداد الكبيرة في المتنقلين إلى العاصمة عند كل صباح باكر، عبر مختلف وسائل النقل المتاحة، أن الرباط لم تعد قطبا سكنيا، ولكنها قد صارت تمثل لذوي القدرة الشرائية البسيطة وحتى المتوسطة، مجرد مكان للعمل يقصدونه صباحا ويغادرونه في المساء.

وفي حديث مع أحد الوكلاء العقاريين بمدينة سلا، صرح لمنبر بناصا أن وجود إقبال كبير للباحثين عن سكن بالعاصمة هو السبب الرئيسي في الأثمنة الصاروخية التي صرنا نسمعها اليوم، وأضاف أنه مادام الطلب أكثر من العرض سيبقى هذا الإشكال قائما، بل ويمكن أن تستمر الزيادة في الأسعار إلى حدود أثمنة غير معقولة.

وتابع المتحدث ذاته أن الحركية التي صارت تعيشها الرباط اليوم، والإصلاحات التي همت شوارعها وأحياءها، قد ساهم هو الآخر في جعل الحصول على شقة بثمن معقول أمرا صعبا جدا على الطبقات الفقيرة والمتوسطة، وأشار إلى أن الغلاء في العاصمة هو أمر طبيعي، ومنتشر في جميع دول العالم تقريبا.

وأضاف الوكيل العقاري نفسه أن مدينة سلا أيضا لم تسلم هي الأخرى من موجة غلاء أثمنة الكراء، وأن المنزل الذي كانت قيمته 25 مليون سنتيم تقريبا، قد تضاعف ثمنه وبشكل سريع، بل وبمجرد إطلاق مشروع “الطرامواي” قد تغيرت مطالب أصحاب الشقق وصاروا يطالبون بمبالغ عالية جدا.

وفي السياق ذاته، تقوم إحدى المجموعات الفايسبوكية الخاصة بنشر عروض الكراء المتوفرة بالرباط، إلى السخرية أحيانا من بعض المنشورات التي تعرض شققا تقليدية البناء بأثمنة مرتفعة جدا، ويعلقون ساخرين بأن السكن في هكذا شقق لن يكون وإن كانت بالمجان.

كما يقوم أعضاؤها أيضا بسرد مختلف تجاربهم مع غلاء أثمنة الكراء بالعاصمة، وسعيهم الجاد والدائم نحو إيجاد شقة بثمن معقول، والذي في النهاية ينتهي بتغيير الوجهة نحو إحدى مدن الجوار.

جدير بالذكر أن التباينات الواضحة في مستويات المعيشة بين المدن المغربية، قد دفع عددا من المغاربة إلى المطالبة بأن تراعي قيمة الحد الأدنى للمعاشات هذا التباين، وأنه من غير المعقول أن يكون للقاطن في الرباط أو الدار البيضاء الأجرة نفسها للقاطن في مدن صغرى أو قرى نموذجية.

Share
  • Link copied
المقال التالي