يبدو المنتخب الكاميروني المضيف مرشحا فوق العادة لتخطي عقبة جزر القمر المتأثر بتفشي فيروس “كوفيد-19” في صفوفه عندما يلاقيه، الاثنين، على ملعب “ليمبيه” في العاصمة ياوندي في ثمن نهائي كاس الأمم الإفريقية في كرة القدم؛ فيما يسعى منتخب غينيا إلى تفادي مفاجآت نظيره الغامبي في بافوسام.
وحجز المنتخب الكاميروني، الساعي إلى اللقب السادس في تاريخه بعد أعوام 1981 و1988 و2000 و2002 و2017، بطاقته إلى ثمن النهائي دون عناء بصدارته المجموعة الأولى برصيد سبع نقاط من فوزين على بوركينافاسو وإثيوبيا وتعادل مع الرأس الأخضر.
ويملك منتخب “الأسود غير المروضة” أقوى خط هجوم في البطولة حتى الآن برصيد 7 أهداف؛ بينها خمسة لهداف النسخة الـ33 مهاجم النصر السعودي فانسان أبو بكر صاحب خمسة أهداف، وهدفان لمهاجم ليون الفرنسي كارل توكو إيكامبي.
ويعوّل المنتخب الكاميروني على عاملي الأرض والجمهور لمواصلة مشواره في البطولة؛ وهو سيحاول بالتأكيد استغلال معاناة منتخب جزر القمر مع فيروس كورونا، خصوصا أنه سيحرمه من حارسي مرماه المتاحين، وعلى الأرجح أنه سيدفع بأحد اللاعبين إلى شغل هذا المركز في ظل إصابة حارس مرماه الأساسي سليم بن بوانا.
ووجد منتخب جزر القمر، الذي حجز بطاقته إلى ثمن النهائي للمرة الاولى في مشاركته الأولى في العرس القاري، نفسه تحت وطأة 12 إصابة بفيروس “كوفيد-19” في صفوفه؛ بينها الحارسان المتاحان مؤيد أوسيني وعلي أحمد والمدرب أمير عبدو.
وفي مقطع فيديو نُشر عبر حسابه الخاص على “تويتر”، كشف الحداد حميدي، المدير العام للمنتخب، عن أسماء خمسة لاعبين مصابين؛ وهم لاعبا الوسط ناكيبو أبو بكاري وياسين بورهان، والمهاجم محمد مشانجاما، والمدافعان قاسم عبد الله وأليكسيس سواحي.
وذكر الاتحاد إن “الحارس الثالث في تشكيلة المنتخب يعاني من إصابة”، الأمر الذي يترك المنتخب المغمور لا يملك أي لاعب في هذا المركز الحساس.
واعترف الحداد حميدي بقوله: “نحاول أن نفعل كل ما في وسعنا لإيجاد حلول بديلة؛ لكن من دون المدرب ومن دون لاعبين أساسيين، وخصوصا بلا حارسَي المرمى الوحيدين المتبقيين، فإن الوضع معقّد للغاية”.
ويدين منتخب جزر القمر بإنجازه التاريخي إلى فوزه المدوي على غانا، العريقة والمتوجة بأربعة ألقاب قارية، بنتيجة 3-2 في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثالثة، بعد خسارتين أمام الغابون والمغرب، بالإضافة إلى نتائج المجموعتين الرابعة والخامسة التي خدمته بشكل كبير ليكون بين أفضل أربعة منتخبات أنهت الدور الأول في المركز الثالث برصيد 3 نقاط مع الرأس الأخضر ومالاوي (4 نقاط لكل منهما في المجموعتين الأولى والثانية تواليا) وتونس (3 نقاط في المجموعة السادسة).
ويدرك منتخب جزر القمر جيدا أن المهمة لن تكون سهلة أمام المنتخب الكاميروني، الذي أكد مدربه البرتغالي أنطونيو كونسيساو أنه يهدف إلى بلوغ المباراة النهائية المقررة في السادس من فبراير المقبل.
وقال كونسيساو، في تصريحات للموقع الرسمي للاتحاد الإفريقي، إن “الهدف النهائي هو الحصول على الكأس يوم السادس من فبراير المقبل. أعتقد أن فريقي يحرز تقدمًا من مباراة لأخرى، وأن الضغط الإيجابي من الجمهور الكاميروني يؤدي إلى تعزيز حظوظ الفوز باللقب”.
وأضاف: “بصفتي مدربًا للأسود فإن خوض كأس الأمم الإفريقية على أرضنا يمثل ضغطا إيجابيا علينا. نريد أن نكمل المشوار للنهاية، لذلك سيتعين علينا العمل كثيرا ولعب مباراة تلو أخرى، خطوة بخطوة”.
غينيا ومفاجآت غامبيا
ضمن المباراة الثانية في بافوسام، يسعى منتخب غينيا إلى تفادي مفاجآت نظيره الغامبي الذي، على غرار جزر القمر، ضمن تأهله إلى ثمن النهائي للمرة الأولى في مشاركته الأولى في العرس القاري.
لكن المنتخب الغامبي حجز بطاقته عن جدارة بجمعه سبع نقاط من فوزين أغلاهما على تونس 1-0 في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة السادسة.
وحلّ منتخب غامبيا وصيفا في المجموعة بفارق هدف واحد خلف نظيره المالي المتصدر، وهو المركز ذاته الذي أنهى به منتخب غينيا الدور الأول في المجموعة الثانية؛ لكن برصيد أربع نقاط فقط بفارق نقطة واحدة خلف المنتخب السنغالي المتصدر وبفارق المواجهة المباشرة عن مالاوي الثالثة.
ويخوض منتخب غينيا، الساعي إلى ربع النهائي، للمرة الخامسة في تاريخه والأولى منذ عام 2015، المباراة في غياب قائده ونجمه لاعب وسط ليفربول الإنكليزي نابي كيتا بسبب الإيقاف.
ويعول المنتخب الغيني على خبرته في العرس القاري، حيث يشارك للمرة الثالثة عشرة في تاريخه وتبقى أفضل نتيجة له الوصافة عام 1976 خلف المنتخب المغربي الذي توج وقتها بلقبه الوحيد حتى الآن.
واستهل منتخب غينيا البطولة بفوز صعب على نظيره المالاوي 1-0، ثم تعادل سلبا مع منتخب السنغال قبل أن يخسر أمام زيمبابوي 1-2.
في المقابل، نجح منتخب غامبيا، الذي بدأ التصفيات باعتباره المنتخب الوحيد في غرب القارة لم يصل إلى النهائيات قط، في التأهل أخيرًا تحت قيادة المدرب البلجيكي توم سانتفيت الذي له فضل كبير في هذه النتيجة.
واستهل المنتخب الغامبي مغامرته القارية بفوز على نظيره الموريتاني 1-0، ثم فرض التعادل على مالي 1-1، قبل أن يخطف فوزا قاتلا من منتخب تونس في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع في الجولة الثالثة الأخيرة.
وعلق سانتفيت (48 عاما) على مغامرته قائلا: “أعتقد الجميع أنني مجنون” عندما قررت استلام الإدارة الفنية لغامبيا، مضيفا: “عندما وصلت في يوليوز 2018، لم يكن منتخب غامبيا قد فاز بمباراة واحدة في التصفيات منذ خمس سنوات، منذ فوزه على منتخب تنزانيا 2-0 في شتنبر 2013”.
وتابع: “لم يكن هناك أمل، كان المنتخب في المركز الـ172 في تصنيف “فيفا”. قلت إنني جئت لتتأهل غامبيا، واعتقد الناس أنني مجنون”.
بدأ سانتفيت، الملقب بـ”الرحالة”، التدريب في سن الرابعة والعشرين مع فريق زامل من الدوري الأدنى في بلجيكا، بعد أن اضطر إلى اعتزال اللعب بسبب معاناة من تمزق في الأربطة الصليبية لركبته لنحو ست مرات.
قضى نصف حياته في الانتقال من بلد إلى آخر. أشرف على منتخبات نامبيا وزيمبابوي وإثيوبيا واليمن ومالاوي وتوغو وبنغلادش وترينيداد وتوباغو ومالطا وقطر تحت 17 عاما، إضافة إلى العديد من الأندية في بلجيكا وساحل العاج وتنزانيا وقطر والأردن وهولندا وجنوب إفريقيا وفنلندا وجزر فارو وألمانيا.
وقال لوكالة فرانس برس: “لا أحب حقا كلمة الرحالة. لقد جبت العالم لأكون مدربا بدلا من أن أعمل كمدرب، وليس فقط للسفر حول العالم”.
وأضاف: “خضت الكثير من المغامرات؛ ولكن أفضل قصة هي هذه، في كأس الأمم الإفريقية مع غامبيا. أنا سعيد جدا وفخور بفريقي”، وأعرب عن أمله في تخطي غينيا لضرب موعد في ربع نهائي “حلم ضد الكاميرون”.
ويعول سانتفيت على تشكيلة مدججة بلاعبين محترفين في أوروبا يحملون جنسيات مزدوجة “سافرت بمالي الخاص من أجل إقناعهم بالدفاع عن ألوان غامبيا”، بعضهم ولد هناك؛ بينهم مدافع ناتويتش تاون الإنكليزي إيبو توراي المولود في ليفربول، وسعيدي جانكو السويسري إيطالي الجنسية المولود في زيوريخ والذي يلعب مع فياريال الإسباني.
ويبرز في صفوف غامبيا أيضا الجناح أبلي جالو، المعار من متز الفرنسي إلى سيرينغ البلجيكي وصاحب هدفين رائعين في النسخة الحالية، ومهاجم بولونيا الإيطالي موسى بارو.
تعليقات الزوار ( 0 )