قال مراسل الشؤون الخارجية في القناة 13 العبرية، يوسي متسري، إن “اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء، أخيرا، له ارتباطات وثيقة بتغلغل النفوذ الإيراني بمنطقة شمال إفريقيا من خلال تدريب جبهة البوليساريو الإنفصالية وتسليحها بشحنات من الطائرات المسيرة”.
وأشار يوسي متسري، ضمن مقال تحليلي له، إلى أن” المغرب قدم ، قبل أعوام، وثائق للحكومة الإيرانية تثبت أن سفارة طهران بالجزائر تقوم بتسليح وتدريب البوليساريو بمساعدة حزب الله، وشملت تلك المساعدات الصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف على غرار (سام 9) و(سام 11)، ونتيجة لهذه الخطوة قطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إيران”.
وأوضح يوسي متسري، أن “هناك قضية ذات أهمية وخطورة تحيط بالاعتراف الإسرائيلي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، وتتمثل بالنفوذ الإيراني في تلك المنطقة، رغم أن العلاقات الدبلوماسية الإسرائيلية مع المغرب اليوم هي في وضع “السفارات”، ومن الواضح أن الاعتراف الإسرائيلي بالسيادة المغربية سوف يعمل على الارتقاء بمستوى العلاقات الدبلوماسية بين السفارات”.
واستنادا إلى المصدر ذاته، “فهناك عدد من التقارير التي تشير إلى أن إيران تسلح الجزائر من خلال “جبهة البوليساريو”، وذلك من خلال سعيها من أجل الاستقلال، كما تم الإبلاغ عن نشاط لطائرات إيرانية بدون طيار في المنطقة”.
وأكد مراسل الشؤون الخارجية، أن “النزاع الدائر بين المغرب والجزائر، شبيه بالحرب بين روسيا وأوكرانيا، حيث تحلق طائرات إيرانية بدون طيار فوق أوكرانيا، مما يجعل من الصحراء ساحة جديدة للصراع بين إسرائيل وإيران، استكمالا لاستمرار هذا الصراع في جميع أنحاء العالم، سواء كان في الصحراء أو الشرق الأوسط أو أوروبا أو أي مكان آخر، وفي هذه الحالة ليس لدى إسرائيل المزيد من الترف للجلوس مكتوفة الأيدي أمام مثل هذا التهديد”.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن”الخطوة الإسرائيلية باتجاه الصحراء مرتبطة بما حصل في عام 2020، حين تم التوقيع على اتفاقات التطبيع مع أربع دول: الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، ففيما منعت الإمارات الضم الإسرائيلي للضفة الغربية، وخرج السودانيون من القائمة السوداء الأمريكية، واعترفت الولايات المتحدة بسيادة المغرب على الصحراء، لكن توقيت الاعتراف الإسرائيلي بهذه السيادة المغربية على هذه المنطقة، وفي هذا الوقت بالذات، يطرح كثيرا من الأسئلة اللافتة”.
ولفت يوسي، إلى، أن “السبب الأول يكمن في رغبة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن يحدّ من آثار العزلة السياسية التي تعيشها حكومته الحالية، والثاني أن الاعتراف يأتي بمنزلة فرصة لتشجيع العلاقات الخارجية لإسرائيل، والثالثة تذكر أن العلاقات مع المغرب لها رمزية كبيرة في الجمهور الإسرائيلي؛ لأنه البلد الأصلي لواحدة من أكبر الجاليات اليهودية، وأكثرها نفوذا، ومُنع الإسرائيليون من زيارتها حتى وقت قريب”.
وخلص مراسل الشؤون الخارجية في القناة 13 العبرية، يوسي متسري، إلى أن “ما يحدث اليوم هو جزء من لعبة الشطرنج العالمية بين إسرائيل وإيران، فإن الاعتراف الإسرائيلي بالسيادة المغربية على الصحراء ، لا يبدو أنه يضيف الكثير من المصداقية لإسرائيل، خاصة في مثل هذا الوقت المعقد”.
وكانت إسرائيل قد أعلنت الاثنين الماضي اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء، وأنها تدرس “إيجابيا فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة”، ثاني أكبر حواضر الصحراء، وذلك في تطور لافت في العلاقات بين الجانبين منذ توقيع الاتفاق الثلاثي مع الولايات المتحدة في دجنبر 2020.
تعليقات الزوار ( 0 )