تشكل القمة السادسة للاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، التي ستنعقد في بروكسل يومي 17 و18 فبراير الجاري بمشاركة المغرب، فرصة متجددة للتأكيد على المكانة البارزة للمملكة، المحور الإفريقي والبوابة نحو القارة، كفاعل رئيسي في الشراكة الأوروبية-الإفريقية.
وإذا كانت القمة تعد بالنسبة للجانب الأوروبي فرصة لإرساء أسس شراكة متجددة ومعمقة بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، فإن المغرب سيؤكد خلالها التزامه السياسي على أعلى مستوى، بما يتماشى مع رؤية الملك محمد السادس، من أجل إفريقيا مزدهرة ومتحررة قادرة على أخذ مصيرها بيدها.
وتقوم رؤية المملكة من أجل إفريقيا، التي يقودها الملك، على خصوصية الروابط التاريخية التي توحد المغرب وأشقائه في القارة. وتستجيب هذه الرؤية المستنيرة لمخطط غير مسبوق مبني على مفاهيم التنمية المشتركة والتضامن المعزز، بحمولة اجتماعية وإنسانية قوية.
وتعمل تجارب المغرب متعددة القطاعات وخبراته في التنمية البشرية ومختلف المبادرات الملكية الهادفة لفائدة القارة، على إرساء قاعدة حقيقية للشراكة الإفريقية الأوروبية، تضطلع فيها المملكة بدور رئيسي، يسهله القرب الجغرافي، والوضع المتقدم الذي تتمتع به لدى أوروبا ومختلف الأدوات والآليات التي تؤطر علاقتها مع الاتحاد الأوروبي، والتي يمكن أن تكون بمثابة إطار عمل مناسب للشراكة الجديدة الذي ترغب فيها أوروبا.
ومن بين الآليات التي من شأنها أن تشكل إطارا لهذه العلاقة الثلاثية، “الشراكة الأوروبية-المغربية من أجل الرخاء المشترك”، التي تم إطلاقها في يونيو 2019 بمناسبة الاجتماع الـ 14 لمجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب.
ويعد هذا الإطار القانوني الجديد فرصة لكلا الطرفين لإرساء الأسس للازدهار المشترك الذي يمكن أن يعود بالنفع على القارة الإفريقية.
وكان المغرب والاتحاد الأوروبي قد تعهدا، بهذه المناسبة، ببذل جهود مشتركة من أجل تشجيع تكامل سياساتهما والقيام بمبادرات ومشاريع مشتركة في إطار التعاون الثلاثي الذي يهدف أولا إلى تنمية القارة الإفريقية.
وبالنسبة للاتحاد الأوروبي، فإن عودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي، إلى جانب عملها لصالح تطوير نموذج جديد للتعاون جنوب-جنوب، تكتسي أهمية كبيرة من خلال تعزيز فرص التعاون الثلاثي بين الاتحاد الأوروبي والمغرب وشركائهما في القارة الإفريقية.
وفي هذا السياق، تعهد المغرب والاتحاد الأوروبي بتعزيز التشاور والتنسيق بينهما بشأن المواضيع ذات الاهتمام المشترك، التي تندرج في إطار الحوار بين الاتحاد الأوروبي وإفريقيا، والتحالف الإفريقي الأوروبي للاستثمارات والوظائف المستدامة ومسلسل ما بعد كوتونو، خدمة لتعاون أوروبي إفريقي أفضل، وتعزيزا للتنمية والأمن والاستقرار في إفريقيا.
وفي مجال الهجرة، تشكل رؤية الملك محمد السادس، رائد قضية الهجرة، خارطة طريق لحكامة جديدة للهجرة وفقا لنص وروح ميثاق مراكش.
ومن المؤكد إذن أن كل هذه المكتسبات المؤسساتية الكبرى تشكل أساسا للاستراتيجية الشاملة للاتحاد الأوروبي مع إفريقيا، والتي يتعين أن يضمنها الشريكان في إعلانهما المشترك حول رؤية مشتركة لعام 2030 في ختام قمة بروكسيل.
تعليقات الزوار ( 0 )