أصبح الفساد داخل الجامعة المغربية عملة رائجة في الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي، ولا يكاد يمر يوم بدون أن نقرأ مقالات صحفية، اوتقارير إعلامية حول الفساد الذي ينخر جسد الجامعة ويتخد أشكالا مختلفة ومظاهر متنوعة، يشوه صورة المغرب عامة و سمعة البحث العلمي على وجه التحديد، ومن أبرز مظاهر هو تزوير النقط والشهادات لبعض الطلاب والطالبات الذين تربطهم علاقات قرابة جينالوجية،حزبية أو قبلية أو عرقية أو عاطفية، وهذا ما وقع بكليات جهة الشمال في السنوات الماضية، حيث تفشت ظاهرة المحسوبية والزبونية خلال عملية انتقاء الطلبة بمختلف مسالك التعليم العالي، خاصة سلكي الماستر والدكتواره، دون أن يجتازوا مبارايات الانتقاء الأولي أو أن تتوفر فيهم الشروط المعتمدة والمعارف اللازمة، وبالمقابل يتم إقصاء طلبة يجهدون وبحتهدون في طلب العلم والمعرفة، ويمتلكون مهارات التحليل والتفكير النقدي الذي من المفروض أن يكون في أي باحث ملم بمجال تخصصه المعرفي.
لكن ما يلاحظ أن فضاء الجامعة أصبح مشتلا للابتزاز الجنسي والتحرش العاطفي، ومرتعا للعلاقات السياسيوبة والحزبية الضيقة، ومجال للصراعات بين الأساتذة الجامعيين، يذهب ضحيتها العشرات من أبناء المغاربة، وهذا ما يساهم في تعميق الأزمة البنوية التي يشهده التعليم الجامعي، ويجعلنا نحتل الرتب الأخيرة في التصنيف العالمي، لأن ما يروج داخل كليتنا لا يعدو كونه خردة معرفية تواطؤ الجميع في انتاج هذه الخردة الأكاديمية، وخاصة بعض الأساتذة الذين يدرسون في جامعتنا…
الذين تحولوا من أساتذة جامعيين، ينشرون العلم وينتجون المعرفة، إلى سماسرة يستغلون مكانتهم الإعتبارية لإرغام الطلبة بشراء الكتب حيث يرون في الكلية سوق استهلاكية لخردتهم العلمية، أو دفع المال كمقابل للولوج إلى الدراسات العليا، أو الحصول على مناصب أكاديمية..
إن الفساد في هذا الوطن بنية مركبة لم تسلم منه مؤسسة من المؤسسات، والجامعة ليست معزولة عن الفساد الذي يستشري في مجمل القطاعات العمومية.
تعليقات الزوار ( 0 )