أعرب المكتبُ السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، “عن انشغاله العميق بتصاعد التوجهات اليمينية والعنصرية المتطرفة، والمعادية للمهاجرين، ولقيم المساواة وحقوق الإنسان وكرامته، مهما يكن عرقه أو لونه أو ديانته أو أصله أو لغته، وذلك بعددٍ من البلدان الغربية، والأوروبية تحديداً”.
وسجل المكتبُ السياسي في بلاغ عقب اجتماع له (الثلاثاء)، ذلك على ضوءِ عددٍ من الأحداث الخطيرة التي وقعت مؤخراً، كما هو الشأن في حالة التعامل اللاإنساني والخطير مع سفينة تُركت، بشكلٍ يفتقد إلى الضمير ولا يحترم الحد الأدنى للكرامة الإنسانية، تغرق وعلى متنها مئاتُ المهاجرين غير النظاميين نحو الضفة الأوروبية.
ونبه المصدر ذاته، إلى خطورة تصاعد الكراهية والعنصرية واليمين المتطرف بعدد من البلدان الأوروبية، وكذلك تنامي أعمال العنف العنصرية، كما وقع مؤخراً في فرنسا.
واعتبر حزبَ التقدم والاشتراكية، أن هذه الأحداث تَــــنِمُّ عن تحولات خطيرة واختلالات عميقة، وتُـــنبئ بتطوراتٍ مخيفة بالنسبة لحاضر البلدان المعنية ومستقبلها، ومقلقة جدا بالنسبة للعلاقات عالميا بين مختلف الحضارات والأديان والثقافات والشعوب.
وأكد أنه، يتعين على مسؤولي هذه المجتمعات العمل على معالجة هذه الاختلالات، بكل استعجال، طبقا لمبادئ الحرية والمساواة والعدالة واحترام حقوق الإنسان وكرامته، التي تُــــشهرها البلدانُ المعنية في تدبير علاقاتها ببلدان أخرى، وتتجاهلها، في المقابل، داخل مجتمعاتها، في تعاملها مع تصاعد الكراهية، ومع العنصرية والاتجاهات اليمينية المتطرفة، وفي مقاربتها لقضايا الهجرة.
من جانبٍ آخر، أدان المكتبُ السياسي لحزب التقدم والاشتراكية الإقدامَ على إحراقِ نسخةٍ من المصحف الشريف أمام مسجدٍ في ستوكهولم، وذلك خلال مظاهرةٍ تمت تحت أنظار السلطات السويدية وبترخيصٍ منها.
وبهذا الصدد، عَــبِّــرُ المكتبُ السياسي عن اعتزازه بالموقف الرسمي لبلادنا إزاء هذه الواقعة اللامسؤولة والمرفوضة،معتبرا أن مثل هذا السلوك هو ضربٌ بعرضِ الحائط لمبادئ الديموقراطية وحقوق الإنسان، ولقيم التعايش والحوار والتسامح بين مختلف الديانات والثقافات.
وأضاف البلاغ، أن هذا السلوك هو تعبيرٌ عن ازدراءٍ وحشي واستفزاز غير مقبول لمشاعر المسلمين، وإساءة كبيرة للدين الإسلامي.
وأكد حزبُ التقدم والاشتراكية على أنَّ الأجدر بكافة البلدان المعنية التي تتبجح بحقوق الإنسان ومناخ الحرية والتعددية، أن تعمل على التصدي لمثل هذه الانزلاقات وإيقاف مثل هذه الانحرافات المسيئة لمشاعر أزيد من مليار مسلم عبر العالم.
كما أدان المكتبُ السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، بشدة، الاعتداءاتِ الهمجية والإجرامية التي يُواصل الكيانُ الصهيوني الغاشم اقترافها بالأراضي الفلسطينية، وفي جنين تحديداً، وذلك في ظل صمتٍ مُريب لمعظم المنتظم الدولي، بل ومباركة وتواطُؤٍ لعددٍ من القوى الغربية الكبرى.
واعتبر المكتبُ السياسي أنَّ سياسة التقتيل والتهجير والاستيطان، التي يمارسها الكيانُ الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني المكافح، تتطلبُ تَحَمُّلَ المنتظمِ الدولي لمسؤولياته في توفير الحماية للشعب الفلسطيني، وفي معاقبة مجرمي الحرب الصهاينة.
كما يَعتبر أن هذه السياسة هي برهانٌ صارخٌ عن الطبيعة العنصرية والإرهابية لهذا الكيان الغاشم والمتغطرس، لا سيما في ظل حكومة إسرائيلية يمينية ومتطرفة تسعى، بكل الوسائل المُدانة، نحو إنكار وإقبار كافة الحقوق الفلسطينية المشروعة.
وثمن حزبُ التقدم والاشتراكية المواقف المُعَبَّر عنها من قِبَل بلادنا، الرافضة للانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل، والداعمة للشعب الفلسطيني، معتبرا إمعانَ إسرائيل في الاستهتار بكل المواثيق والقوانين الدولية، وفي تصرفاتها العدوانية، وفي تقويض ما تبقى من آمال إقرار السلام، لا يمكن أن يستقيم معه المُـضِيُّ قُــدُمًا في أيّ خطواتٍ انفتاحية أو بنَّاءة إزاءها.
وفي هذه الظروف الصعبة، أعرب حزبُ التقدم والاشتراكية عن دعمه للقرارات الأخيرة للسلطة الوطنية الفلسطينية في الموضوع. كما ينادي كافة القوى الفلسطينية إلى وحدة الصف وتوحيد الجهود لمواجهة الغطرسة الصهيونية المتصاعدة.
وأكد مساندته القوية للشعب الفلسطيني، حتى ينال كافة حقوقه الوطنية المشروعة. وفي مقدمتها العيشُ الآمن في كنف الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة وعاصمتها القدس.
تعليقات الزوار ( 0 )