في ظل توترات إقليمية متصاعدة، يواصل المغرب والجزائر، الجاران اللذان تربطهما علاقات متوترة منذ عقود، سباقًا محمومًا نحو التسلح، مما يثير مخاوف من تفاقم الوضع الأمني في المنطقة.
ووفقًا لتقارير إعلامية، يعمل المغرب على تعزيز قدراته العسكرية بشكل كبير، مستفيدًا من تحالفات إستراتيجية مع دول مثل إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، في محاولة لتقليص الفجوة العسكرية مع الجزائر.
وكشف موقع “إل كونفيدينسيال” الإسباني أن المغرب يخطو خطوات كبيرة في مجال التسلح، حيث يستعد لتلقي دفعة قوية في قدراته الجوية.
وذكر الموقع أن الإمارات العربية المتحدة، الحليف الإستراتيجي للمغرب، ستزوده بحوالي 30 طائرة مقاتلة من طراز “ميراج 2000-9” مُحدَّثة، في صفقة تقدر قيمتها بحوالي 475 مليون دولار.
ولكن الطفرة الأكبر ستكون في عام 2027، وهو العام الذي سيحصل فيه المغرب على دفعتين كبيرتين من الطائرات المقاتلة. أولاً، ستصل طائرات “ميراج” المحدثة، وثانيًا، سيستلم 25 طائرة من طراز “إف-16 بلوك 70/72 فيبر” الأمريكية، والتي تم التعاقد عليها عام 2019 بقيمة 3.59 مليارات يورو.
وبحسب التقديرات، ستزيد هذه الصفقات من القدرات العسكرية المغربية بنسبة تزيد عن 60% في غضون عام واحد فقط.
ولا يقتصر طموح المغرب على شراء الأسلحة فحسب، بل يسعى أيضًا إلى أن يصبح لاعبًا في مجال تصنيع المعدات العسكرية. فقد نجح المغرب في جذب شركات عالمية لإقامة مشاريع تصنيع عسكرية على أراضيه، منها شركة “تاتا” الهندية لتصنيع المركبات العسكرية، وشركة “إلبيت سيستمز” الإسرائيلية لإنتاج الطائرات بدون طيار (الدرونز).
وعلى الجانب الآخر، تُعتبر الجزائر قوة عسكرية كبرى في المنطقة، حيث تمتلك واحدة من أكبر الميزانيات العسكرية في إفريقيا. وتستثمر الجزائر بشكل كبير في تحديث ترسانتها العسكرية، بما في ذلك صفقات مع روسيا والصين. وفي مواجهة هذه القوة، يسعى المغرب إلى تعزيز قدراته لتحقيق التوازن العسكري مع جاره الشرقي.
وكانت هناك تقارير تشير إلى أن المغرب كان يطمح لشراء 32 طائرة مقاتلة من طراز “إف-35” الأمريكية، وهي طائرات متطورة تتمتع بتقنية التخفي. إلا أن تكلفة هذه الصفقة، التي تقدر بنحو 16.5 مليار يورو، تبدو مرتفعة بالنسبة للموازنة المغربية، مما قد يعيق تحقيق هذا الطموح.
وأشارت الصحيفة الإسبانية، إلى أن سباق التسلح بين المغرب والجزائر يثير مخاوف من تفاقم التوترات في منطقة تعاني بالفعل من عدم الاستقرار.
فبينما يسعى البلدان إلى تعزيز أمنهما القومي، فإن هذا السباق قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد، خاصة في ظل الخلافات المستمرة حول قضايا مثل الصحراء الغربية المغربية.
تعليقات الزوار ( 0 )