أفادت تقارير بأن القوات الجوية الملكية المغربية تدرس حالياً اقتناء طائرات التدريب القتالية الصينية “إل-15 فالكون” كبديل محتمل لطائرات “ألفا جت” الفرنسية الألمانية المتقادمة. ويأتي هذا التقييم في إطار جهود المغرب لتحديث قدراته الدفاعية وتنويع شركائه العسكريين.
ودخلت طائرات “ألفا جت”، التي تم تطويرها بالاشتراك بين شركتي داسو الفرنسية ودورنيير الألمانية، الخدمة العسكرية في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، وقد استخدمت بشكل أساسي لأغراض التدريب والهجوم الخفيف. ومع ذلك، لم يعد التصميم القديم لطائرات “ألفا جت” يلبي متطلبات العمليات العسكرية الحديثة.
وكان المغرب قد اقتنى 24 طائرة “ألفا جت” بين عامي 1979 و1981 لتعزيز قدرات تدريب قواته الجوية والهجوم الخفيف. وتم تعيين هذه الطائرات في سرب تدريب ووحدة مكافحة التمرد في مكناس. وخلال الصراع في الصحراء المغربية، تم نشرها في مهام استهدفت مواقع جبهة البوليساريو الإرهابية.
وبينما أدت طائرات “ألفا جت” هذه الأدوار، إلا أن أداءها دون سرعة الصوت، وأجهزتها الإلكترونية المحدودة، ونقص الأنظمة الحديثة تعتبر الآن غير كافية.
وتجهز طائرة “ألفا جت” بمحركين توربينيين من طراز “لارزاك” من إنتاج شركة “سنيكما توربوميكا” الفرنسية، ويمكنها حمل ما يصل إلى 2500 كيلوغرام من الذخائر على خمس نقاط تعليق.
أما طائرة “إل-15 فالكون”، التي طورتها شركة “هونغدو” الصينية للصناعات الجوية، فتقدم العديد من الميزات غير الموجودة في طائرة “ألفا جت”.
وقد تم تطوير الطائرة، التي حلقت لأول مرة في عام 2006 وتم تقديمها في عام 2013، بمساعدة تقنية من مكتب ياكوفليف للتصميم في روسيا.
ويتضمن نظام الدفع الخاص بها محركات توربينية من طراز “AI-222K-25F”، والتي تتضمن تقنية أوكرانية. ويمكن للطائرة من طراز “إل-15 بي” الوصول إلى سرعات تصل إلى ماخ 1.4.
وتحتوي الطائرة على تسع نقاط تعليق قادرة على حمل حمولة قصوى تبلغ 3500 كيلوغرام، وتستوعب الذخائر مثل صواريخ جو-جو “SD-10” و”PL-8″، فضلاً عن القنابل الموجهة بالأقمار الصناعية “LS-6”.
كما أنها تتضمن عناصر تحكم بالتحليق عن طريق الأسلاك، ورادار “PESA” ذو المسح الإلكتروني السلبي، وقمرة قيادة زجاجية، مما يدعم دورها في إعداد الطيارين لطائرات مقاتلة متقدمة.
ويقدر عمر خدمة طائرة “إل-15” بـ 10000 ساعة، ويتضمن تصميمها 25٪ من المواد المركبة لتقليل الوزن وتعزيز المتانة.
وتتوفر للطائرة “إل-15” عدة أنواع تشغيلية، بما في ذلك طرازات دون سرعة الصوت وطرازات متوافقة مع حاملات الطائرات.
وقد تم تصديرها إلى بلدان مثل زامبيا، التي اشترت ست وحدات من طراز “إل-15 زي” في عام 2014 مقابل 100 مليون دولار، والإمارات العربية المتحدة، التي طلبت 12 وحدة في عام 2022 مع خيار 36 طائرة إضافية. كما أبدت دول أخرى، بما في ذلك باكستان وأوكرانيا، اهتمامها بالمنصة.
ويأتي اهتمام المغرب المحتمل بطائرة “إل-15” في أعقاب اقتنائه أنظمة دفاعية صينية أخرى، بما في ذلك نظام الدفاع الجوي بعيد المدى “FD-2000B”، وراجمات الصواريخ المتعددة “AR2″، وأنظمة صواريخ مضادة للدبابات “HJ-9A”، ومسيرة “وينغ لونغ 2”. ويشير هذا إلى تحول المغرب عن اعتماده التقليدي على الموردين الغربيين.
وسيكون اقتناء طائرة “إل-15″، إذا تم، جزءًا من برنامج تحديث دفاعي أوسع يهدف إلى تحديث وتنويع المعدات العسكرية المغربية.
كما وسع المغرب والصين علاقاتهما السياسية والاقتصادية. زفي يناير 2022، وقع البلدان على خطة تنفيذ مبادرة “الحزام والطريق”، مما جعل المغرب أول دولة شمال أفريقية تقيم مثل هذا التعاون الشامل. وتشمل الاستثمارات الصينية في المغرب مشاريع البنية التحتية ومبادرات في قطاع بطاريات السيارات الكهربائية.
وأكد المغرب دعمه لسياسة “الصين الواحدة”، في حين أعربت الصين عن مواءمتها مع موقف المغرب بشأن قضية الصحراء الغربية المغربية، مما عزز العلاقات الثنائية.
وإذا اختارت القوات الجوية الملكية المغربية طائرة “إل-15 فالكون”، فإن القرار سيشير إلى إدخال منصة أكثر حداثة وقدرة لتحل محل طائرة “ألفا جت”. وستعكس هذه الخطوة التزام المغرب بتلبية الاحتياجات التشغيلية المتطورة وجهوده لتنويع شركائه الدفاعيين.
تعليقات الزوار ( 0 )