شارك المقال
  • تم النسخ

العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني يزيل الغموض عن “تطبيع” المغرب

أزال العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الغموض عن استئناف المغرب لعلاقاته الدبلوماسية مع تل أبيب، وهو الموقف الذي حاولت العديد من الأطراف إظهاره على أنه خيانة من الرباط للقضية وتنازل عنها، الأمر الذي نفته بشكل كاملٍ التطورات الأخيرة التي تشهدها “الأراضي المقدسة”، في الفترة الأخيرة.

وعكس ما روجت له العديد من الجهات بخصوص أن المغرب باع فلسطين مقابل استكمال وحدته الترابية، فقد شددت المملكة، مباشرةً بعد إعلان استئناف العلاقات بين الرباط وتل أبيب، في اتصال للملك شخصيا بمحمود عباس رئيس فلسطين، بأن هذه التطورات لن تكون على حساب الأخيرة، وهو بالفعل ما أثبتته التطورات الحالية، وفق العديد من المتابعين.

وأكد المغرب، في أكثر من مناسبة، بأن استئناف علاقاته مع إسرائيل، لن يكون على حساب القضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي كشفته بوضوح التطورات الأخيرة، التي أبانت عن وقوف المملكة مع فلسطين وضد الانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل، ومحاولتها تغيير الوضع القانوني للقدس، إلى جانب أن رئيس الحكومة تلقى اتصالاً من رئيس حركة حماس، وهو ما يحمل عدة رسائل وفق محللين.

وفي السياق ذاته، شدد سفير المغرب لدى الأردن، على هامش وصول المساعدات المقدمة من الملك محمد السادس إلى فلسطين، على أن القضية الفلسطينية في مقدمة انشغالات الدولة وأولوياتها، مردفاً بأن “المملكة كانت ولا تزال وستظل تقف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين في صمودهم من أجل نيل حقهم وبناء دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1976”.

وتباع السفير خالد الناصري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بأن “المغرب ملكا وشعباً، ومن خلال هذه المساعدات الإنسانية العاجلة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، يجدد التأكيد على وقوفه الدائم من أجل دعم ونصرة القضية الفلسطينية ويبرهن على روابط الأخوة والتضامن الراسخ مع الشعب الفلسطيني”.

ومن جهته، أكد سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، بأن ما تفعله إسرائيل في غزة، يعتبر جرائم حرب، مشدداً على أن الاحتلال ارتكب عدة انتهاكات “ضد الإنسان الفلسطينين وضد البيئة الفلسطينية، وضد الجغرافية الفلسطينية، واليوم تصاعدت الانتهاكات”.

وأوضح العثماني، في لقاء مباشر على قناة “الجزيرة”، أن اعتداء القوات الإسرائيلية على المصلين في المسجد الأقصى، تسبب في ردة فعل، لأن مكانة المسجد، كبيرة عند كل المسلمين، مردفاً بأن الأمور تطورت الآن إلى جرائم حرب، بعد قتل الاحتلال لعائلات بأكملها تحت الأنقاض، واستهداف الصحافة، وهو ما اهتز له الضمير العالمي.

وفي السياق نفسه، قال نوفل البعمري، إن “الإعلام المغربي بقنواته الثلاث يقدم نشرات إخبارية قوية، متوازنة تحمل كل الإشارات التي ظللنا نرددها منذ اندلاع الأحداث الحالية بالقدس”، مضيفاً: “فتح مكتب الاتصال الإسرائيلي لا يعني التخلي عن فلسطين، وأن عودة الاتصال مع إسرائيل كان ضمن رؤية مغربية محددة، عندما ستنتفي تلك الرؤية سينتفي معها شرط تواجد المكتب بالمغرب”.

وأضاف البعمري في تدوينة على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “المغرب بموقفه الأخير أكد أنه لم يكن مطبعا مع إسرائيل بحمولة المفهوم مشرقيا، بل كان يقف و مازال يقف على المسافة من فلسطين و للدم و التاريخ الفلسطيني”، مرفقاً المنشور بصورة للطائرة العسكرية المغربية الموجهة إلى فلسطين.

يشار إلى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي، تواصل قصفها لمجموعة من أحياء قطاع غزة، إلى جانب تصديها بالرصاص الحي للمتظاهرين المنتفضين في الضفة الغربية والقدس، بالرغم من كل الدعوات الدولية التي تطالبها بوقف إطلاق النار، والتوقف عن سياسة الاستيطان التي تنهجها في القدس وعدة مناطق من فلسطين.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي