أثار سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الجدل، بعد تجاهله للفنان المغربي الأمازيغي، أحمد بادوج، في تدوينة على صحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، نعى فيها الفنانين المغاربة الكبار، الذين رحلوا خلال الأسبوع الأخير.
وكتب العثماني على صفحته بـ”فيسبوك”:”فقدنا في ظرف أسبوع تقريبا فنانين كبيرين، الفنانة الوزيرة ثريا جبران، والفنان عبد الجبار لوزير”، مضيفا:”رحمة الله عليهما وغفر لهما ورزق أهلهما الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون”، مرفقا التدوينة بصورتي جبران ولوزير.
وعقب هذا المنشور “الفيسبوكي”، لرئيس الحكومة، انهالت التعليقات الغاضبة على صفحته، بسبب نسيانه، أو تغاضيه عن الفنان الأمازيغي، أحمد بادوج، بالرغم من أنه ينحدر من نفس منطقته، ويعد من الأهرامات الكبيرة في التمثيل بالأمازيغية، وصلت لوصف اقتصار العثماني على جبران ولوزير بـ”العنصرية”.
وهاجم معلقون العثماني بعد التدوينة، حيث قال “فيسبوكي” يدعى إبراهيم:”ونحن فقدنا رئيس حكومة. وتتهمونا بالعنصرية، باز والله حتى باز، واش عرفتي بلي بادوج أبدع الكثير من الأعمال في مكان غير بعيد عن المنزل الذي كبرتم فيه ومازالت السيدة والدتكم تقطن به”، مختتما تعليقه بـ”بادوج أكبر منكم ومن تعزيتكم”.
معلق آخر يسمى محمد، وجه تساءلا للعثماني:” وماذا عن الأستاذ أحمد بادوج ألا يستحق الرحمة، ألا يندرج ضمن أهرام السينما المغربية الأمازيغية، مع العلم أنه من منطقتك الأصلية، اللهم أرحمهم جميعا”، فيما قال معلق ثالث: “رحمك الله يا فناننا الكبير أحمد بادوج، تم إقصاؤك حيا وميتا، لا ندري متى ستنتهي هذه العنصرية والتملص من الهوية؟؟”.
وتواصلت التعاليق الغاضبة من المواطنين، حيث تساءلوا عن السبب الذي جعل العثماني يقصي ابنه منطقته، وأحد كبار الفنانين الأمازيغيين المغاربة، من تدوينة “كبار الفنانين”، حيث قال أحدهم بتهكم: “بادوج هو غير شلح السي العثماني لا يستحق الرحمة ولا العرفان والامتنان هو ماشي فنان”.
حسن، واحد من المعلقين الذين عبروا عن غضبهم من تغاضي العثماني عن ذكر الفنان الأمازيغي الراحل بادوج، حيث قال:”باز.. فين نسيتي فنان كبير ابن حومتك الراحل احمد بادوج ..ترتكبون اخطاء قاتلة بالمجان سيدي الرئيس متنساش بلي راه ربما صوت عليك خلال فوزك باول مقعد برلماني في دائرة انزكان “.
ومن جانبه انتقد الإعلامي يونس دافقير، ما قام به العثماني، حيث عمد لإعادة نشر صورة لتدوينة رئيس الحكومة، معلقا عليها:”وكأن الفنان أحمد بادوج فقيد المسرح الأمازيغي لا وجود له، ولم يرحل إلى دار البقاء في نفس التوقيت. لذلك قلت سابقا إنها عنصرية مقيتة”، مورداً صورة أخرى، تضمت تقدم عزيز أحنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات والتنمية القروية، لتعزية لأسرة بادوج، مباشرة بعد وفاته.
وكان أحمد بادوج، ابن مدينة أكادير، والذي كتب اسمه في مدينة إنزكان، ليصبح واحدا من أبرز الأسماء الفنية في المغرب، وأحد أهرامات المسرح الأمازيغي بالمملكة، قد توفي قبل حوالي أسبوع، عن عمر يناهز الـ 70 سنة، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد.
تعليقات الزوار ( 0 )