وسط استمرار مساعي المغرب لإقناع الصحراويين المتواجدين في مخيمات تندوف أو موريتانيا، بالعودة إلى أرض الوطن، والعدول عن الأفكار الانفصالية التي تبنوها في السابق، بتغرير من جبهة البوليساريو، تظهر مجموعة من العراقيل التي تواجه هذه المخططات، على رأسها غياب مؤسسات للمواكبة.
ويشكو العديد من العائدين إلى أرض الوطن، من غياب مؤسسات لمواكبتهم ومساعدتهم على الانصهار في المجتمع، نظرا للفروق الشاسعة بين الحياة التي كانوا يعيشونها في مخيمات تندوف، وبين العيش في مدن الصحراء المغربية مثل العيون أو الداخلة، الأمر الذي يحول دون اندماجهم السريع وسط المجتمع وعثورهم على فرص شغل.
وفي هذا السياق، قال عالي أيوب، شيخ أهل اميليد ومسعود قبيلة آيت أوس العيون، بالصحراء المغربية، إن فئة العائدين إلى أرض الوطن، والذين ينقسمون إلى قسمين، العائدون من مخيتمات تندوف، والعائدون من موريتانيا، تواجه العديد من المشاكل على أرض الواقع، في ظل غياب مؤسسات لمواكبتهم بغية إدماجهم في المجتمع.
وأضاف عالي في تصريح لجريدة “بناصا”، أن “فئة العائدين تعيش على هامش المجتمع في ظل غياب مؤسسة اجتماعية لمواكبتها، بغرض تكونهم وتعليمهم وإدماجهم في سوق الشغل”، مستطرداً: “هناك عائدون صحراويون، وهناك موريتانيون، بالنسبة للعائدين الحقيقيين، الصحراويين، يعيشون على هامش المجتمع في ظل غياب مؤسسة اجتماعية”.
وتابع المتحدث أنه لا وجود لأي مؤسسة من شأنها أن “تتابع مشاكلهم وتأطرهم وتقوم بإدماجهم في المجتمع، لأن الإنسان الذي كان يعيش ظروفاً صعباً في مخيمات المحتجزين، ويأتي إلى المدن بالجنوب المغربي، يصعب عليه الانصهار في مجتمعها، على المستوى التعليمي، والتكويني وعلى مستوى البحث عن شغل قار يراعي الكرامة الإنسانية”.
وأردف عالي أن “هناك البعض ممن يصل بهم الأمرض، إلى درجة عدم القدرة على الفهم والاستيعاب والاندماج في المجتمع، ويضطرون إلى العودة إلى شمال موريتانيا أو جنوب الجزائر”، أما فيما يخص العائدين الموريتانيين، يضيف المتحدث: “يأتون للمغرب بغية الدخول ضمن فئة العائدين للاستفادة من امتيازاتها، ولمسك منازل الكراء وبطائق الإنعاش الوطني، ثم يعودون لاستثمار أموالها في موريتانيا”.
وشدد على أنه “حتى حدّ مكيهرب من دار العرس”، موضحاً بأن “المشكل هو غياب مؤسسة اجتماعية لمواكبة فئة العائدين ومتابعتهم وتكوينهم وتسهيل إدماجهم في وظائف تراعي الكرامة الإنسانية”، مسترسلاً أنه في ظل غياب مؤسسة من هذا النوع، لمتابعة هذه الفئة العريضة، فإن الأخيرة ستبقى على حالها في الهامش، ومنها من سيعود من حيث أتى.
مقابل ذلك، أكد عالي بأن كلامه ليس تعميماً، نظرا لأن العديد من الأشخاص العائدين إلى أرض الوطن، تمكنوا من الانصهار والترقي في منصاب المسؤولية، قائلاً: “هناك عائدين وطنيين اندمجوا في المجتمع، وهم أطر حالياً، مثل رئيس جهة الداخلة ينجا الخطاط، والحضرامي العضمي الوالي في وزارة الداخلية”.
تعليقات الزوار ( 0 )