شارك المقال
  • تم النسخ

“الظهير البربري” يعود للواجهة.. ونشطاء أمازيغ يصفون الأخير بـ”الأكذوبة”

يعود نقاش ‘’الظهير البربري’’ في تاريخ 16 ماي من كل سنة، وهي الوثيقة الاستعمارية التي خلقت ضجة كبيرة داخل أوساط الحركية الأمازيغية، أباء الأخيرة، يؤكدون على أن الوثيقة لم تكن كما روج لها في تلك الفترة، من كونها تسعى إلى التفريق بين الأمازيغ والعرب في المغرب.

وفي ذات السياق، سبق للكاتب الراحل، محمد مونيب، الفاعل المدني، أن أصدر كتاب كتابه “الظهير البربري: أكبر أكذوبة سياسية في المغرب المعاصر”، الصادر في 2002، والذي فند فيه كل ما تم الترويج له حول مضمون ‘’الظهير’’ حيث أكد على أن الأخير هو “الظهير المنظم لسير العدالة في القبائل ذات الأعراف الأمازيغية التي لا تتوفر على محاكم لتطبيق الشريعة”، صدر عن الحماية الفرنسية ووقعه السلطان محمد بن يوسف (محمد الخامس).

ومن جهته، قال خميس بوتكمانت، الناشط الأمازيغي، ‘’كي لا ننسى، في مثل هذا اليوم تم اختراع أكبر أكذوبة من الأساطير التي تأسست عليها ما يسمى بالحركة الوطنية التي اختارت استغلال الظهير الصادر في 16 ماي1930 فسمته زورا بالظهير البربري وادعت أن من شأنه فرنسة وتنصير الأمازيغ، و هو في الواقع ظهير سمي بالظهير المنظم لسير العدالة في القبائل ذات الأعراف البربرية، يعطي صلاحيات للجماعة باستخدام الاعراف الامازيغية في التقاضي امام المحاكم العرفية بدل الاستناد على القوانين الوضعية لظهير صدر في شتنبر 1913 الذي ينظم سير المحاكم الفرنسية’’.

وأضاف ‘’إلا ان الانتهازيين قاموا بتحوير سياق الظهير و سارعوا الى اصطناع لطميات خادعة بزعامة عبد اللطيف صبيحي الذي لم يكن إلا مجرد ترجمان في دار المقيم العام والحسن الوزاني الذي وصف الامازيغ بالرعاة السذج، وعلال الفاسي واحمد بلافريج وعبد العزيز بن ادريس وعبد الكريم حجي مبدع خدعة قراءة اللطيف في مساجد الرباط وفاس وسلا وترديد “اللهم يا لطيف إنا نسألك اللطف بما جرت به المقادر أن لا تفرق بيننا واخوتنا البرابر”، مروجين أن الامازيغ بدأوا في اعتناق المسيحية، وموظفين جرائد كانت موالية للاستعمار ك”الوداد” ،و” السعادة” للترويج للاكذوبة التي ساندها زعيم القوميين العرب شكيب أرسلان الذي كان يتواجد بطنجة’’.

وشدد المتحدث في تدوينته على أنه كان استغلال خطبة عيد المولد النبوي في غشت 1930، لظهير 16 ماي 1930 بدعوى ادعاء الخوف على دين الأمازيغ أول خطواتهم لتأسيس ما سمي بـ كتلة الوفاق والحركة الوطنية بعدها، وما كان ذلك الا للتقرب من سلطات الاستعمار من أجل مصالحهم الخاصة، ولا أدل على ذلك ان المجموعة نفسها هي من أضاءت الشموع في بوجلود تطالب بشفاء ليوطي في 1934، ومنهم من ارسل برقية تهنئة للإقامة العامة بمناسبة قضاءها على شرارة المقاومة بالأطلس سنة 1936 ، وقادة حملة قراءة اللطيف أنفسهم هم أول من سيتنكر لوطنهم بوضع أنفسهم تحت الحماية القنصلية الاجنبية لتفادي دفع الضرائب كما فعل عبد الرحمن بن الحسين الدويري الذي صار محميا ايطاليا، ومحمد بن حمزة الطاهري وعبد النبي بن الحاج الطيب الازرق وابو بكر بن الحاج محمد الازرق اللذان صارا محميان انجيليزيان وسيجتمعون فيما بعد لتأسيس أحزاب سياسية كالاستقلال والشورى والاستقلال و غيرهما بالاستناد على قوانين فرنسية ولاسيما المادة 20 من ظهير 24ماي 1914 المنظم للجمعيات والحريات، وهي نفس القوانين التي قادوا دعوة تحريضية و تشكيكية في عقيدة الامازيغ بكونها صادرة عن النصرانيين البرانيين’’.

مشيرا في ذات السياق إلى أن ‘’من هناك انطلقت الخديعة والتآمر من هؤلاء للقضاء على ثقافة المقاومة وأعمالها واحتكارهم سوق الانتهازية بالترويج للإصلاحات بدل مطلب الإجلاء الذي كان محور فكر المقاومة، وذلك ما عبروا عنه في عريضة 11يناير 1944 و في 55 وفي ايكس ليبان وبعد دولة ايكس ليبان التي تحتفي بهؤلاء الانتهازيين بكونهم وطنيين بينما المقاومين الحقيقيين لا يزال اسمهم في خانة حصار الذاكرة والتاريخ الذي يطوق امجادهم وصار الانذال أبطالا في التاريخ الرسمي’’.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي